رندة تقي الدين-نداء الوطن
أكد مصدر فرنسي رفيع لـ”نداء الوطن” أنه “كان من المهم أن تذكّر فرنسا المسؤولين اللبنانيين برسالة الرئيس إيمانويل ماكرون عبر الديبلوماسي المسؤول عن الشرق الأوسط في الرئاسة باتريك دوريل، خصوصاً بعد العقوبات الأميركية على الوزير السابق جبران باسيل، لأنّ العراقيل السياسية راهناً في لبنان يجب أن تزول وعلى “حزب الله” وباسيل ألّا يستسهلا بقاء الأوضاع معطلة كما هي الآن”. وأكد المصدر أنّ “فرنسا لم تغيّر موقفها من الحكومة، فهي تريدها مؤلفة من وزراء يتحلّون بالنزاهة والثقة وتقوم بالتدقيق الجنائي (Forensic Audit) للمصرف المركزي”، لافتاً إلى أنّ “مؤتمر المساعدات الانسانية المنبثق من ذاك الذي عُقد في 9 آب بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيُعقد خلال الشهر الجاري وهو أمر غير مرتبط بالحكومة”. علماً أنّ المساعدات التي أقرت وصلت إلى الوكالات غير الحكومية والمدارس والجيش وغيرها، وقد يثار موضوع المؤتمر المقبل مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال لقائه ماكرون ظهر اليوم.
وإذا كان مؤتمر مساعدات لبنان لا يزال على الأجندة الفرنسية، لكن تبقى علامات الاستفهام حول كيفية عقده من دون وجود حكومة لبنانية فاعلة، واستطراداً كيف يمكن العمل مع صندوق النقد والبنك الدولي والممولين إذا لم يكن هناك حكومة. أما عن احتمال فرض فرنسا عقوبات على المسؤولين اللبنانيين إذا ما استمرّ التعثر في تشكيل الحكومة، فأجاب المصدر الفرنسي: “ليس هناك مثل هذا المشروع حالياً، ما يهم فرنسا هو أن تكون هناك حكومة نظيفة من ناحية النزاهة لكي تتمكن من الحصول على قروض وأن يتمكن صندوق النقد الدولي من وضع خطته لإنقاذ لبنان”، وأضاف: “هذا هو اهتمام فرنسا في المرحلة الراهنة وليس شأنها ان تضع عقوبات على هذا أو ذاك، لكن أيضاً حتى نصل إلى هدف إنقاذ اللبنانيين ومساعدة لبنان ينبغي منح أنفسنا الوسائل اللازمة للوصول الى مثل هذه الأهداف، فهل تكون العقوبات إحدى هذه الوسائل؟ حتى الآن يبدو أنّ العقوبات الاميركية أدت إلى نتائج مناقضة لذلك”.
وختم المصدر الفرنسي الرفيع: “الجهود الفرنسية مستمرة ولكن الحل ليس بيدنا وحدنا، هناك أمور كثيرة تدخل في الحسابات والرئيس ماكرون لا يزال على التزامه للبنانيين عندما قال لهم “لن أترككم”، غير أن فرنسا ليس لها أن تشكل الحكومة اللبنانية نيابةً عن اللبنانيين… والأكيد أنه إذا شكل الرئيس المكلف سعد الحريري حكومة بشروط جبران باسيل وحزب الله فسيكون ذلك خياراً ساقطاً ولن ينجح لأنّ الولايات المتحدة ودول الخليج لن تساعد هكذا حكومة”.