درويش عمار -اللواء
قال الرجل كلمته واكتفى.. إذ قال ما حرفيته: هناك إصرار عندي على ما أقوم به وأنا أذكّر الجميع بأنني عندما تخرجت من المدرسة الحربية، أقسمت الولاء للوطن ولم أقسم الولاء لأي دولة أخرى في العالم. وأردف قائلاً: قد يكون المتضررون كثراً، لن أسمي ولن أدخل في تفاهة النقاشات مع هؤلاء أياً كانوا، أنا أعمل لأهداف كبيرة جداً، واعتقد انني قادر على الاستمرار وتحقيق هذه الأهداف، ولن يثنيني أي شيء عن القيام بها، كثرت الثرثرة أم قلّت.
أما وقد عوّدنا عباس إبراهيم الذي هو أكبر من كل الألقاب والرتب ان لا يثنيه شيء عن قول كلمة الحق والحقيقة مهما كلفه الامر، ذلك لأن مصداقية اللواء وثقة النّاس كل النّاس به تبقى هي بيت القصيد وهي الأجدى والأهم والأفعل.
إسمه ملأ الدنيا وشغل النّاس، كالراية والعلم هو، إن خفق خفقت معه قلوب اللبنانيين جميعاً لا بل كل من عرفه أو سمع عنه، ليس في لبنان فحسب إنما في سائر الدول والمحافل التي تحسب له ألف حساب وحساب، لا سيما في المهمات الصعبة أو التي تكاد تكون مستحيلة،حيث أثبت اللواء إبراهيم مراراً وتكراراً انه على قدر المسؤوليات التي يتحملها وإنجاز مثل تلك المهمات على صعوبتها والتي نجح وبرع في إثبات وجوده في كل حقل وميدان على هذا الصعيد، فكم وكم من الأرواح البريئة قد أنقذها اللواء عباس وفك أسرها من أيدي خاطفيها وأعادها إلى أسرها وعائلاتها سالمين غانمين في مختلف الأزمنة والاماكن، ومن دون منّة أو جميل، وكم من العقبات والصعوبات عمل اللواء إبراهيم على تذليلها وازالتها من الوجود بين الدولة اللبنانية بحكوماتها المتعاقبة، مع دول وجهات صديقة أو شقيقة وأعاد الأمور معها إلى نصابها.
ببراعة ودبلوماسية وصمت وشفافية وهدوء يعمل، وما النجاحات والقفزات النوعية التي حققها في طبيعة عمله ومتابعته الحثيثة لمجريات الأمور إلا تأكيد المؤكد لأن العمل الصامت والهادئ يؤتي ثماره الإيجابية بعيداً عن المزايدات والضوضاء والأضواء.
قلة هم أمثال اللواء إبراهيم من الرجال في هذا البلد الذين يتولون مراكز عليا في الدولة ويمسكون بزمام أمور مصيرية من شأنها أن تضع اسم لبنان وسمعته ودوره على المحك محلياً واقليمياً ودولياً في حال التفريط أو الإهمال بالمسؤوليات، إلا أن التجارب والوقائع والافعال أثبتت وأكدت للمرة الألف أيضاً وأيضاً أن قَسَم الولاء للبنان دون غيره من البلدان أياً تكن، يتمسك به اللواء إبراهيم بحذافيره ولن يفرط بذاك القسم مهما اشتدت الصعوبات التي يلوحون بها ضده، كما قال هو نفسه، وأن هذا الأمر لا مساومة فيه أو عليه مهما كلف الأمر.
حديث اللواء ابراهيم أمس الأول عبر بعض وسائل الإعلام كان للتوضيح والتلميح وليس للتصريح فقط بالطبع.. وهو طالما اعتمد المقولة التي نشأنا عليها منذ الصغر «اذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، وما بين الفضة والذهب فرق شاسع وكبير، لكن الفرق بين الكلام في غير مكانه وأوانه أو السكوت عند الحاجة والضروة لا بدّ أن يعطي نتائجه المرجوة على أكمل وجه، كما فعل هو.
وكما أشرنا آنفاً ان أمثال اللواء إبراهيم هم قلة نادرة لا بل نادرة جداً في هذا الزمن الرديء، ولن يثنيهم القيام بواجبهم الوطني والأخلاقي والإنساني «لا ثرثرة ولا سماسرة ولا حتى جبابرة» إن جاز التعبير، وما مقدرة الرجل وإصراره على السير قدماً في حل مختلف المشاكل التي تواجه البلد حالياً إلا تأكيد على ثبات موقفه بعدم التراجع أو الانكفاء عن ذلك.
لذلك، كلما تحرك اللواء إبراهيم لاحت وحامت حوله العيون، وإن حكى أصغت الآذان إليه بدقة وإمعان، حتى وإن همس اخترق صوته جدار القلوب والعقول، فالرجل يحمل في صدره عِلم وقسم، وعلى رأسه تاج من الغار، أما يده فتمسك دائماً بالعلم، عَلَم وأي عَلَم، فهو علم لبنان والوطن.
إذن، مهما حاول صغار النفوس و«الثرثارون» كما سماهم اللواء إبراهيم نفسه، وكتبة التقارير الىالخارج، أياً يكن هذا الخارج، ان يمسوا بمصداقية ووطنية هذا الرجل،فانهم يعكسون صورة واضحة عن النفوس الصغيرة والرخيصة ومهما حاولوا الوشاية، فإن الإدعاءات والذرائع المختلقة ستبقى واهية وكاذبة، في حين أن اللواء إبراهيم لم ولن يتوانى يوماً عن إثبات قدراته وحكمته وبراعته في إدارة ومتابعة كل صغيرة أو كبيرة في ما عجز غيره عن ذلك، وهذا يثبت انه رجل المهمات الصعبة والمستحيلة بامتياز وقد أثبت ذلك للجميع، بحيث لا توجد في قاموسه كلمة مستحيل.
كم نحن بحاجة في هذا البلد الذي يُعاني ما يعانيه من أزمات مصيرية تكاد تلامس الوطن والكيان والمؤسسات، إلى كبار كبار أمثال اللواء عباس إبراهيم، يعملون على ما يمكنهم لإنقاذ لبنان مما يتخبّط به هذا الوطن من مآسٍ إلى ترك الرجل يقوم بمسؤولياته ومهامه على خير ما يرام دون محاولة المس بدوره ومسيرته الرائدة والتي تتزامن مع شخصيته المرتبطة بالوطن والانسان والخلق الرفيع. وهذا بالتأكيد يعكس أيضاً صورة واقعية عن نشأته البيئية ومن ثم تربيته الوطنية ممسكاً باخلاص وباصرار وتأكيد بمبادئ المدرسة الحربية التي تخرج منها حيث أقسم على الولاء للوطن دون غيره من البلدان، وهذا ما يعتبره سيادة اللواء خطاً أحمر لا يُمكن المس أو التلاعب به مهما حاول المغرضون والفاسدون والثرثارون أن يعبثوا وأن ينشروا غيّهم وفسادهم وثرثراتهم إن كان في الداخل أو الخارج على حدّ سواء، وما العقوبات التي يهددون بفرضها على اللواء إبراهيم إلا مجرّد تهديدات، كما قال هو نفسه، لن تثنيه أو تؤخره أو تحدّ من إكمال ومتابعة مسيرته في خدمة لبنان واللبنانيين جميعاً.
أما نحن كلبنانيين نقولها بصريح العبارة، اللواء إبراهيم كبير من بلادي، نشدّ على يدك وستبقى بالنسبة لنا المثل والمثال ورجل المهمات الصعبة والمستحيلة، ونجاحك الدائم سيبقى هوالأهم.