هكذا تستفيد “الاستخبارات الإسرائيلية” من ثورة التكنولوجيا
غرينوود قال: إسرائيل لديها القدرة على تحديد أهداف استخباراتية في وقت قصير- إسرائيل اليوم
قال كاتب إسرائيلي إن “قسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، شهد ثورة حقيقية في العامين الماضيين، مع إنشاء محللي البيانات، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتحليل كميات هائلة من المعلومات، وعمليات أخرى تجعل الصمت مفيدا لهم”.
وأضاف حانان غرينوود، في تحقيقه بصحيفة “إسرائيل اليوم“، ترجمته “عربي21″، أن “القدرة الاستخبارية الإسرائيلية على تحديد هوية المسلحين الفلسطينيين وهم في طريقهم لإطلاق النار باتجاه أهداف إسرائيلية كانت شبه مستحيلة في الماضي، وبالتأكيد ليست بهذه الدقة كما هي اليوم”.
التنصت والملاحقة
وأوضح أنه “في سنوات الانتفاضة الثانية، التي تصادف هذه الأيام مرور 20 عاما على انطلاقها، كان من الممكن الحصول على معلومات عن مسلح في طريقه لتنفيذ هجوم، والبدء في مسح وإغلاق الدوائر، لكن القضاء السريع عليه في غضون دقائق كان حلما”.
وأشار إلى أنه “لأول مرة منذ أن بدأت ثورة ضخمة داخل قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي، امتلكت إسرائيل اليوم القدرة على تحديد أهداف استخباراتية في وقت قصير، والسماح بالتخلص منها بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتحليل كميات هائلة من المعلومات والبيانات الضخمة، وعمليات تذكر بأفلام الذكاء، وهذه العمليات ينفذها الجيش كجزء من المعركة بين الحروب في سوريا ودول أخرى، وستغير وجه الحرب القادمة”.
وأكد أن “الثورة المعلوماتية للجيش الإسرائيلي تمثلت بقاعدة بيانات من المستحيل بلوغها في السابق، وهي ثورة حقيقية بعوالم البيانات والرقمية، وما زلنا في البداية، وفقا لأحد كبار قسم الأبحاث، لأن الكم الهائل من المعلومات على الإنترنت هي المصادر المرئية المتاحة، ويجب إرفاقها في عالم المعلومات الاستخبارية التي يوفرها العملاء، والتنصت على المكالمات الهاتفية، والمصادر الأخرى التي تتراكم في مبالغ لا يمكن تصورها”.
وأوضح أن “هذه الحقيقة تمثلت بجمع المعلومات، وتُترجم في النهاية لمعلومات استخباراتية موثوقة من شأنها تنفيذ هجوم مستهدف، أو نشاط وحدة خاصة، أو أي حاجة أخرى، أكثر صعوبة، وبمرور الوقت، نشأت فجوة معينة تسببت بشعور باحثي قسم الاستخبارات الإسرائيلية بأنهم غير قادرين على الوصول لجميع المعلومات التي يتلقونها، وفقا لقائد دورة البيانات بالجيش الإسرائيلي”.
ونقل عن ذلك المسؤول الأمني الإسرائيلي أنه “لأول مرة في التاريخ نتحدث عن فرق عمل مشتركة للإنسان والآلة، وقد بنينا نظام ذكاء اصطناعي مشابه للدماغ البشري، وعلمناه للاستدلال بشكل مستقل، وأصبحت العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية التي استغرقت منا ساعات لا تتجاوز مجرد دقائق فقط، هذه ليست قفزة في الكفاءة، ولكن أيضا في الفعالية التشغيلية”.
القسم الرقمي
وأشار غرينوود إلى أن “باحثي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا يتلقون المعلومات ويتصرفون بناء عليها فحسب، بل قادرون على إنشاء اختلافات في المعلومات غير مرتبطة ببعضها، وهي معلومات استخبارية مهمة لأمن إسرائيل، هؤلاء ضباط استخبارات قادرون على تحديد وتحليل المعلومات الاستخباراتية، واستخلاص الاستنتاجات، وصياغة صورة كاملة، وكأن لديهم الحمض النووي للصيادين”.
مسؤول أمني آخر يترأس القسم الرقمي في جهاز الأبحاث الاستخبارات العسكرية قال إننا “خرجنا من العصر الحجري، والمعلومات تتطور باستمرار وتتزايد، ويستخدم الباحثون الجدد أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات اللانهائية الموجودة في الشبكات والمصادر الأخرى، وتقدم الأنظمة بدورها اقتراحات للأسئلة التي قد لا تحدث لباحث بشري، ويتم قبول عملية صنع القرار في النهاية من قبل الشخص، وليس الآلة”.
وأضاف: “يتدرب الباحثون الاستخباريون على السباحة ببحر المعلومات، لكنهم من يشغلون الآلة، وليس العكس، والعمليات التي استغرقت شهورا، فهي تستغرق الآن دقائق فقط بفضل التكنولوجيا، لكن يستحيل استبدال دماغ الباحث، وهو يعطي الكلمة الأخيرة، فهو من أهم الأدوار بمجال المخابرات في حرب مستقبلية، والاستعدادات لها، سواء في المستقبل القريب أو منذ سنوات عديدة، فهي مستمرة طوال الوقت”.
وأوضح أن “قسم الأبحاث يعمل باستمرار للعثور على أهداف إضافية ليوم الطلب، ولن تكون كافية، وقد تتراوح أعداد الأهداف بين الآلاف وعشرات الآلاف، ولكن يستحيل الافتراض أن الطرف الآخر متخلف، فهو يجلس ويفكر في الخطأ الذي ارتكبه، تماما كما يقوم الجيش باستجواب نفسه، ونحن بحاجة للتكيف طوال الوقت، وهذا يعني أننا سنكون أكثر نجاحا في المعركة بين الحروب، وسيكون المزيد من الأهداف في الحرب القادمة”.
دائرة المواجهة
وكشف غرينوود قائلا، إن “التحدي أمام الاستخبارات الإسرائيلية ليس سهلا، لأن ما نواجهه في الوقت الفعلي هو ربط الطائرة بالهدف، وإغلاق دائرة المواجهة، وإخراج الأهداف، ونقلها بأسرع ما يمكن للقوة التشغيلية، وإذا قمت بإنشاء الكثير من الأهداف، وهم مستلقون على الطابق الأرضي، فلا يستحق شيئا، ما يمكن قوله أنه في الحرب القادمة سنرى موردي أهداف أكثر أهمية بسبب التكنولوجيا”.
وأشار إلى أن “قسم البيانات في القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، المسمى فضاء غزة الذكي، يواصل تجهيز الفضاء المتفجر لنزاع مستقبلي كما حدث بعملية الحزام الأسود، في وقت قصير جدا، لأن واقع غزة ديناميكي بشكل خاص، ونحتاج لنقل المعلومات بوتيرة سريعة للوحدات التشغيلية في الميدان، وإنتاج مزيج ليس موجودا من قبل لزيادة الفعالية والقدرة الفتاكة، والواقع يتطلب استخدام أدوات أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية”.