الوقت- ضجت وسائل الإعلام العربيّة بخبر إعلان هيئة كبار العلماء في السعودية، أنّ “جماعة الإخوان المسلمين”، جماعة إرهابيّة لا تمثل منهج الإسلام، واعتبرت الهيئة في بيان لها قبل أيام أنّ الجماعة تتبع أهدافها الحزبيّة المخالفة لهدي الدين، وقد أعيد تشكيل تلك الهيئة، قبل شهر واحد من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز، عبر سلسلة أوامر ملكيّة تلت إعلان جائزة من الكيان الصهيونيّ لابنه وليّ العهد، محمد بن سلمان.
قبل 3 أعوام تقريباً، أشارت ما تسمى “هيئة كبار العلماء” في السعوديّة، أنّ منهج جماعة “الإخوان المسلمين” قائم على الخروج على الدولة، وأنّهم ليسوا من أهل المناهج الصحيحة، واعتبرت حينها أنّ كل جماعة تضع لها نظاماً ورئيساً، وتأخذ له بيعة، ويريدون الولاء لهم ويفرّقون الناس.
وبناء على ذلك، فقد جرّمت الهيئة السعودية الأنظمة الرجعيّة والملكيّة المتوارثة في الدول الخليجيّة قبل تنظيم جماعة الإخوان، وعلى رأسها مملكة آل سعود، ممثلة بمحمد بن سلمان الذي أشرف على عمليّة تقطيع الإعلاميّ السعوديّ المعارض جمال خاشقجي، داخل قنصليّة بلاده في إسطنبول، لأنّه لم يوالِ النظام المسيطر على بلاد الحرمين.
وأكّدت هيئة كبار العلماء في بيانها المُوقّع من رئيسها و16 من أعضائها أنّ جماعة الإخوان جماعة منحرفة قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، وبغض النظر عما إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا فإنّ هيئة علماء ابن سلمان الوهابيّة لا يحق لها الحديث في هذا الشأن وبلادهم دعمت بكل ما أوتيت من قوة الجماعات التكفيرية والإرهابية لسنوات طويلة.
واتهمت الهيئة التابعة للبلد الذي يُعد المصدّر الأساسيّ للإرهاب في الشرق الأوسط والذي فتح أجواء بلاده لعدو المسلمين الأكبر، جماعة الإخوان بأنّها لم تُظهر منذ نشأتها “عناية بالعقيدة الإسلاميّة وعلوم الكتاب والسنة”، وأن غايتها كانت الوصول إلى الحكم، وقد خرج من رحم تلك الجماعة مجموعات إرهابيّة عاثت في البلاد والعباد فساداً، محذرة من جماعة الإخوان والانتماء إليها أو التعاطف معها.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه الإيديولوجيّة “الوهابيّة” و “الإخوانيّة” بشكل حاد على تمثيل الإسلام السنيّ، لا يخفى على أحد دور السعودية الفعّال في تربية ودعم الجماعات التكفيريّة، فمن أين نشأ تنظيم القاعدة الإرهابيّ؟، وكذلك بقية التنظيمات الإجراميّة سواء في سوريا او العراق أو اليمن!.
ومن الجدير بالذكر أنّ السعودية والإمارات والبحرين ومصر أصدرت في 14 حزيران 2017 بياناً مشتركاً صنفت فيه شخصيات ومؤسسات خيرية من جنسيات مختلفة على أنها إرهابيّة، وتضمنت القائمة 59 شخصية و12 هيئة، منها شخصيات تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي آذار 2018 وصف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان جماعة الإخوان بأنها “حاضنة للإرهابيين”، كما هاجم الجماعة في مقابلة تلفزيونية في محطة(CBS) الأمريكية، متعهداً بـ “اجتثاث عناصر الإخوان المسلمين” من المدارس السعوديّة في وقت قصير.
وما ينبغي ذكره، أنّ المشروعين الوهابيّ والإخوانيّ لم يلتقوا إلا في جبهة إسقاط “دمشق” قلب العروبة النابض، والمتابع للشأن السوريّ يدرك أنّ المشروعين رغم تنافسهما إلا أنّهما اتفقا على محاولة تحطيم الوسطيّة الدينيّة التي كانت ومازالت تُصدر من الشام إلى العالم، وتعارض الفكر المتطرف بشتى أشكاله.
ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا العديد من الدول والصحف العالمية تؤكد ما هو مؤكد عن السعودية، فعلى سبيل المثال لا الحصر نشر موقع “غلوبال ريسيرش” تقريراً أشار فيه إلى وثيقة سرية سعودية تظهر اتفاقاً قامت به السلطات السعودية مع نحو ۱۳۰۰ سجين ينص على إعفائهم من إقامة الحد الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم مقابل تاهيلهم وتدريبهم وارسالهم الى “الجهاد” في سوريا.
وليس دفاعاً عن “جماعة الإخوان المسلمين” أبداً، إلا أن الرياض هي “عاصمة الإرهاب” في المنطقة ولا يمكن لأي أحد أن ينافسها في الإجرام، وأكبر دليل على ذلك، الدماء التي سالت وما زالت في عاصمة المقاومة دمشق وفي عاصمة الصمود صنعاء، إضافة إلى ما حل بالعراق وأفغانستان ولبنان وليبيا وغيرها من الدول بسبب الساديّة الوهابيّة المتمثلة بالنظام السعوديّ الخانع على أعتاب العواصم الأوروبيّة، والخادم الأول للكيان الصهيونيّ الغاصب، والعدو الأبرز للإسلام والمسلمين.