نون -اللواء
وحدها تهنئة الرئيس ميشال سليمان بين التهاني اللبنانية التي إنهالت على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، خرجت عن الأساليب التقليدية والعبارات الصمّاء، وطرحت مجموعة من النقاط الحيوية التي سبق لبايدن أن عايشها مباشرة مع لبنان، من موقعه كنائب رئيس لباراك أوباما في عامي ٢٠٠٩ و ٢٠١٠.
حرص الرئيس سليمان على تذكير الرئيس المنتخب على مشاركته شخصياً في توفير الدعم للجيش اللبناني، عبر حضوره إلى مطار بيروت الدولي لتسليم دفعة من المساعدات العسكرية للجيش، في إحتفالية حضرها رئيس الجمهورية والعماد سليمان وكبار المسؤولين اللبنانيين.
وإستحضرت التهنئة السليمانية المواقف الصريحة والمشجعة لنائب الرئيس الأميركي يومذاك، حول الحرص على الأمن والإستقرار والسيادة اللبنانية، وعدم تنفيذ أي حل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حساب لبنان، بل لا بد من مراعاة الوضع اللبناني الحساس في مشاريع الحلول المطروحة، بما يضمن الحفاظ على لبنان القوي بجيشه ومؤسساته، كحاجة ملحة وأساسية لعملية السلام.
وجاءت إشارة الرئيس سليمان إلى «حل الدولتين» وفق المبادرة العربية التي أُعلنت في بيروت عام ٢٠٠٢ ، والذي كان بايدن من المتحمسين لها، لإعادة مسار القضية الفلسطينية إلى خطه الأساسي، بعيداً عن الإنحرافات التي حصلت في عهد الرئيس ترامب، ونسفت أسس السياسة الأميركية، سواء بالنسبة لحل الدولتين، أو حتى بالنسبة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإسقاط مبدأ حق العودة للفلسطينيين، وعدم فرض التوطين على البلاد التي يقيمون فيها، وخاصة لبنان.
أما النقطة الذهبية في رسالة سليمان إلى بايدن، فكانت بطرح مبدأ الحياد الناشط، الذي يطالب به البطريرك الماروني بشارة الراعي، والوارد أصلا في إعلان بعبدا عام ٢٠١٢ ، والذي دعمت الإدارة الأميركية في عهد أوباما ونائبه بايدن، تحويله إلى وثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي، ثم تشجيع إنشاء المجموعة الدولية لدعم لبنان إستناداً لإعلان بعبدا. ولكن العهد الحالي طوى مبدأ الحياد، ووضع إعلان بعبدا في الأدراج المنسية، و«إستغنى» عن جهود ومساعدة المجموعة الدولية لدعم لبنان!
وتسألون لماذا وصل البلد إلى هذه الإنهيارات التي تقودنا إلى جهنم، كما توقع فخامة الرئيس؟