انطوان غطاس صعب-اللواء
يعوّل على زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى لبنان، لمما تحمله من أهميّة بالغة في هذه المرحلة الصّعبة التي يجتازها لبنان ، وخصوصاً أمام تعثّر ولادة الحكومة , الأمر الذي دفع الى حصول هذه الزيارة ، وهناك معلومات تؤكّد أنّه خلال الاتصال الأخير بين الرئيسين اللّبنانيّ العماد ميشال عون والفرنسي ايمانويل ماكرون ، قال الأخير أنّه سيرسل مستشاره الرّئاسي من أجل تحريك عجلة التّأليف، وأنّه يحمل معه عناوين واضحة حول هذه المسألة ولن يكون هناك أي تراخ فرنسي بعد اليوم ، لاسيّما أن الأمور في لبنان ما زالت تتدهور، وتالياً هذه الزّيارة تعتبر الفرصة الأخيرة للبنان من أجل الاستعجال في تشكيل الحكومة العتيدة ، لدعم لبنان عبرها.
وتضيف مصادر متابعة لهذه الزّيارة بأنّ دوريل السيلتقي بكلّ المعنيين بالتّأليف والملف اللّبنانيّ ، سيكون سؤاله واضحاً : لماذا تعرقلون التّأليف ؟ وسيؤكّد أن لبنان لن يحصل على أيّ دعم ما لم تولد هذه الحكومة في فرصة قريبة.
وتكشف المصادر عن اتصالات أخرى تجري مترافقة مع زيارة دوريل الى لبنان من قبل واشنطن وموسكو ودول أخرى معنيّة بالشّأن اللّبنانيّ ، على اعتبار أن لهذه الدّول علاقة تاريخيّة بلبنان، وهي تفوّض باريس بكلّ فاصيل المبادرة الفرنسيّة، ولن تتهاون في حال لم تشكّل حكومة في لبنان، بمعنى أن العقوبات لن تقتصر على ما اتخذته أميركا، بل أيضاً ستكون مدعومة من فرنسا والدّول المانحة ، لذلك فان هذه الزّيارة تنطوي على الكثير من الأهميّة، أكان على صعيد تأليف الحكومة أو على مستوى مستقبل الحكم الذي سيجد نفسه مضطرّاً الى أن يعيش تجربة فرنزويلا وسواها من عمليّة وتخلّي المجتمع الدّولي عنه.
وتشير المصادر أيضاً أن دوريل لن يمانع في حال شكّلت حكومة سياسيّة من الاختصاصيّين ، أي أن يسمّي أهل السّياسة في لبنان والأحزاب ممثّليهم ، بشرط أن يكونوا من أصحاب النّزاهة والكفاءة من الاختصاصيّين وليس الحزبيّين ، وانّما قريبين من الأحزاب لأنه لا مجال الا بأن تمثّل هذه الحكومة الأطراف السياسية، وان كانت أحزاب القوّات اللّبنانيّة والكتائب اللّبنانيّة وسواها خارجها، لأنّه عندها تتحمّل هذه الأطراف مسؤولية أعمالها لناحية المباشرة بالبرنامج الاصلاحي. لذلك سيعوّل على الكثير الكثير من هذه الزيارة.
وعليه الأسبوع المقبل قد يكون مفصليّاً على أكثر من صعيد، بمعنى اما أن يشهد لبنان حكومة جديدة بعد هذه الزيارة, والا الأمور ستعود الى المربّع الأوّل، ولكن تؤكّد أكثر من جهة سياسيّة معنيّة بما يجري حالياً أنّه لا يجوز الغرق في التّفاؤل، فقد زار الرّئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان لمرّتين متتاليتين ولم تنفّذ هذه المبادرة ولم يلتزم رؤساء الكتل بتعهّداتهم، والذي قالوه في لقاءاتهم معه فقد تنصّلوا منه. والحذر قائماً الى حين تشكيل الحكومة. وأمام لبنان فرصة متاحة لتجديد الدّعم الفرنسي له، وهذا الدّعم هو أيضاً على المستوى الدّولي في ظلّ التّنسيق الفرنسي مع بقيّة العواصم المؤثّرة.
newsadmin
120 2 دقائق