ابتزاز امريكي مالي عبر DHL الألمانية !!؟
صحيح ان العقوبات الامريكية على الدول والكيانات والأفراد خارج اَي عرف قانوني وكل مواثيق وأنظمة العلاقات الدولية التي تنتظم تحت مؤسسات الأمم المتحدة ، الا انها أضحت بالعقدين الآخرين امر واقع سياسي يظهر الهيمنة الامريكية على العالم والتدخل في سيادة الدول الاخرى بما بات يعرف بالبلطجة الامريكية على كل جهة تتعارض مع مصالحها وسياساتها ..
الى هذا الحد كانت هذه العقوبات تعتبر مسار شبه طبيعي اعتاد عليها العالم بفعل الهيمنة والسيطرة المطلقة لامريكا اقتصاديا وعسكريا وامنيا وسياسيا
لكن مؤخرا برز عامل جديد وخطير يتفرع من هذه العقوبات انتهجته إدارة ترامب لا ينحصر بالعقوبات السياسية او ما خَص التوصيف الامريكي بتهم الارهاب وهذا الامر تجلى بعمليات ابتزاز رخيصة تخوضها هذه الادارة على شركات ورجال اعمال وأثرياء لا تربطهم علاقة بانظمة حكم او جهات سياسية او جهات مسلحة ، والأخطر من ذلك ان هذا الابتزاز وصل الى حدود اخضاع شركات البريد مثل شركة ” DHL ألمانية لتنفيذ عمليات الابتزاز المالي لمصلحة امريكا عبر مصادرة رسائل ووثائق تخص شركات ورجال اعمال تقوم بإرسالها للإدارة الامريكية بهدف عرقلة عمل الشركات ورجال الأعمال وتهديدهم بالعقوبات ومن ثم تعرض الادارة الامريكية عليهم ما يسمى بقانون التسوية والذي تطلب بموجبه مبالغ مالية كبيرة لتجنيبهم العقوبات تحت ذريعة التهرب من الضرائب وتبييض الأموال وخرق قانون مكافحة الارهاب والتعامل مع أنظمة حكم تفرض عليها امريكا حصار اقتصادي وعقوبات شتى
ومن ابرز هؤلاء احد رجال الأعمال العرب الذي قامت شركةDHL للبريد بمصادرة اوراق مرسلة لإحدى شركاته لمصلحة امريكا خلافا للقوانين الدولية وسرية المرسلات والخصوصية الفردية والعامة المتعارف عليها بكل المواثيق الدولية الناظمة لعمل البريد والمراسلات
مع العلم وفق ما توافرت لدينا من معلومات ان هذا الشخص هو ر جل أعمال في دول الخليج ودول اخرى لا تشملها العقوبات الامريكية وان شركاته قانونية وعملها طبيعي ولا يخالف معايير قوانين العمل في الدول التي لديه فيها اعمال وشركات
وهذا يؤكد ما أوردناه ان امريكا اليوم باتت تتبع أسلوب جديد بالهيمنة المالية على العالم غير مرتبط باي شكل بالسياسة بل بالسيطرة على اموال اَي شركة او رجل اعمال بطريقة بلطجية لم يشهد لها مثيل والأخطر من ذلك هو تعاون شركات عالمية مثل DHL معها والتي ستكون عرضة لاهتزاز سمعتها العالمية والملاحقة القانونية خسائر مادية كبيرة بفعل ذلك فقط من اجل ان لا تشملها العقوبات الامريكية
وفي هذا الصدد بدأت تتخوف شركات كبيرة بالعالم وفي دول الخليج من إمكانية استمرار تعاملها مع DHL بعد هذه الحادثة من إمكانية تعريض بيناتها وأوراقها للخرق لمصلحة الابتزاز الامريكي وبدأت تبحث بوسائل مراسلة اخرى تحمي سرية وخصوصية بياناتها بعد سقوط DHL بهذا السياق
يتبع
عباس المعلم / اعلامي لبناني