معن بشور-البناء
كان مطار بيروت، على مدى العقود، شوكة في عين الكيان الصهيونيّ ومشروعه…
ففي 28 كانون الأول 1968 قامت فرقة من الكوماندوس الإسرائيلي بهجوم على مطار بيروت تمّ فيه تدمير كلّ طائرات «الشرق الأوسط» المدنية الجاثمة في المطار.. ولم يكن في لبنان يومها لا مقاومة فلسطينية ولا لبنانية…
في 12 تموز/ يوليو 2006 بدأ العدوان الصهيوني على لبنان والذي استمر 33 يوماً بغارات جوية على مطار بيروت… وانتهى ذلك العدوان ببدء حصار على لبنان جواً وبحراً عبر تعطيل العمل لأسابيع في المطار والمرفأ…
وخلال الحملات الدعائية الصهيونية على لبنان في الفترة الأخيرة، كان لمطار بيروت حصة الأسد من هذه الحملات المتنوّعة الأشكال… بالإضافة إلى ما شهده مرفأ بيروت من تفجير ضخم أدّى إلى قتل وجرح الآلاف من اللبنانيين… وتدمير جزء كبير من العاصمة.
الواضح من استهداف مطار بيروت اليوم عبر ضغوط على شركات طيران وتأمين دولية لمنع التعامل مع مطار رفيق الحريري في بيروت… هو ضرب بيروت كمركز تواصل بين الشرق والغرب والسعي لتهميش دور لبنان في محيطه والعالم…
إنّ المعركة «الإسرائيلية» ضدّ مطار بيروت تكشف النيات الحقيقية لهذا الكيان ضدّ لبنان وجوداً واقتصاداً ودوراً…
فهل يعي «البعض» خطورة ما يُحاك للبنان ويدرك أنّ الإخلاص للبنان يتطلب تصليب الوحدة الوطنيّة والترفع عن المصالح الصغيرة والعصابات الضيقة؟ والعمل معاً لحماية شريان لبنان مع العالم..
خلال حرب تموز/2006 كتبت في جريدة «النهار» مقالاً بعنوان «أولها مطار وآخرها مطار»… ويبدو أنّ العنوان ما زال صالحاً…!