لم تعرف السلطة أن تتعامل مع مطالب المنتفضين ، ولم تعرف كيف التعامل مع استقالة رئيس الحكومة يومها سعد الحريري وتسارع الى تشكيل حكومة إنقاذ يطالب بها الشعب اللبناني والعالم المستعد للمساهمة في إنقاذ لبنان، وكان «يترجى» السلطة اللبنانية أن تقوم ببعض الاصلاحات التي تعيد الثقة بلبنان، ولكن السلطة لم تتجاوب يومها ولم تتجاوب بعد تفجير المرفأ ولم تتجاوب مع مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولم تتجاوب مع سعي السفير مصطفى أديب لتشكيل حكومة انقاذ ودفعته الى الاستقالة، وفي هذه الاثناء كانت تقف مكتوفة الايدي امام انهيار الليرة والاقتصاد وعذابات الناس المشردين والعائلات التي خسرت محبيها ومعيليها ، وهجرة الالاف من الشباب اللبناني، لأن حكومة تصريف الأعمال هي عبارة عن هيئة دفن الموتى لا اكثر ولا اقل، كل وزير يغنٌي مواله ورئيس الحكومة لا بالعير ولا بالنفير ولا يهتم أن بعض الفقراء يأكلون من النفايات والطحين مرمي في المدينة الرياضية طعماً للحشرات والفساد وكأن فساد أهل السلطة لا يكفي.
منذ مدة تعرٌض وزيران لعقوبة من اميركا ولم تقم السلطة بأي ردة فعل بدلاً من أن تشعر «بالسخن» وأن الآتي سيكون الاصعب فتسهل الطريق امام سعد الحريري لتأليف حكومته والقيام بإصلاحات سريعة ولو قليلة لامتصاص نقمة الشعب والمجتمع الدولي ، لكن الغباء «الضارب طنابه» في هذه السلطة كثٌف من عرقلاته الى أن جاءت عقوبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتصبح العقوبة هي الحدث وليس تشكيل حكومة تضع لبنان على سكة التعافي.