باريس ـ نضال حمادة-البناء
كثُر الكلام في الأسبوع الأخير عن قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم مغادرة البيت الأبيض في حال خسر السباق الانتخابي، وقد عزّز ترامب هذا الرأي بتغريداته وتصريحاته المتكررة عن سرقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، وعن تزوير يحصل في أكثر من ولاية وادّعى في أكثر من تغريدة الانتصار والفوز بالانتخابات، كما انه قرّر رفع دعاوى قضائية تطعن في النتائج.
بعض وسائل الإعلام الغربية تحدثت عن أكثر من سيناريو لإجبار ترامب على مغادرة البيت الأبيض في حال رفض ذلك ومنها مثلا إصدار جهاز «أف بي أي» وجهاز الشرطة الفدرالية الأميركية بياناً يؤكد على نتائج الإنتخابات وخسارة ترامب، وسيناريو آخر يتوقع ان يقوم جهاز الحرس السري في البيت الأبيض بإخراج الرئيس عنوة، أو عبر تدخل الحرس الوطني الذي يتواجد في ثكنه على بعد كلومترات عدة من البيت الأبيض، لكن ما حصل كان أبسط من ذلك ولم يحتج لكلّ هذه السيناريوات وبحركة واحدة انتهى كلّ شيء بالنسبة لترامب.
ما الذي حصل ظهر يوم السبت الماضي؟
بدا الأمر مدروساً ومخططاً له بعناية، كان دونالد ترامب قد أعلن عن مؤتمر صحافي لفريق المحاماة التابع له لرفع دعاوى قضائية تطعن بالانتخابات بتهمة التزوير، وقد حدّد موعد المؤتمر الصحافي بعد صدور نتائج ولاية بنسلفانيا بنصف ساعة، وقبل ساعتين خرج ترامب من البيت الأبيض متجهاً الى نادي الغولف الذي يملكه في منطقة (فيرجين) بالقرب من واشنطن، في هذه الأثناء صدرت نتائج ولاية بنسلفانيا التي رجّحت كفة بايدن، وبعد صدور النتائج بدقيقتين فقط أعلنت قناة «سي أن أن» فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، وبعد دقيقتين أعلنت قناة «أي بي سي» الأمر نفسه، وبعدها بدقيقتين موقع جريدة «نيويورك تايمز» الإلكتروني، ومن ثم بعد عشر دقائق أعلنت قناة «فوكس نيوز» المقرّبة من ترامب فوز بايدن.
القانون الانتخابي الأميركي يقضي بعدم إعلان المرشح الفائز خطاب النصر إلا بعد إعلان وسيلة إعلامية كبرى نتيجة الانتخابات وكان بايدن قد أجّل خطابه مرتين بانتظار إعلان قناة «سي أن أن» الذي ما إنّ حصل حتى أرسل جهاز الحرس الرئاسيّ والتشريفات 200 سيارة مصفحة الى منزل بايدن مع ألف من الحراس والمرافقين، ومنع الطيران فوق منزل الرئيس المنتخب.
قبل ذلك كان ترامب قد أعلن عبر «تويتر» انّ المؤتمر الصحافي لفريق المحاماة التابع له سوف يُعقد في فندق (الفورسيزون) في بنسلفانيا، غير أنّ إدارة الفندق نفت عبر «تويتر» أن يكون هناك مؤتمر صحافي لفريق ترامب القانوني في الفندق، ما اضطر الفريق لعقد مؤتمره الصحافي أمام كاراج يحمل الاسم نفسه ولم يعرف ماذا حصل حتى نفت إدارة الفندق عقد المؤتمر في أروقتها.
مساء السبت وصل بايدن الى مسقط رأسه في مدينة (ويلمينغتون) في ولاية (دلاوار) بموكب رئاسي مؤلف من مئة سيارة توجهت كلّ محطات التلفزة ووسائل الإعلام لتغطية الاحتفالات بفوز بايدن متجاهلة بشكل كامل المؤتمر الصحافي لفريق محاماة دونالد ترامب.