الأخبار- يحيى دبوق
شارك في الضغط التهويلي وزير الطاقة في تل أبيب، يوفال شتاينتس، الذي يدير العملية التفاوضية من جانب «إسرائيل»، مشيراً في حديث إذاعي إلى أنه «غير متفائل» من المفاوضات. وقال: «لست متفائلاً بما يخص محادثات ترسيم الحدود مع لبنان، فقد اتفقنا وقررنا أن نتحادث وأن نجد حلاً لهذا النزاع، لكن إذا جاء اللبنانيون بطلبات قاسية كالتي رأيناها قبل 10 سنوات، فلن نحل النزاع».
في مقابل «اللاتفاؤل»، شدّد شتاينتس على ضرورة حل الخلاف مع الجانب اللبناني، قائلاً: «الخلاف بين الطرفين ليس كبيراً رغم أنه موجود، لكن علينا أن نحل هذا النزاع لأنه مهم لإسرائيل، وهو مهم أكثر للبنان».
و«الطلبات القاسية» التي تحدث عنها شتاينتس، قالت صحيفة «إسرائيل هايوم» إنها «صعوبات كبيرة» تعترض المفاوضات، مشيرةً إلى أن «الجانبين عرضا مطالب استفزازية ومتطرفة (في الجولة الأخيرة) مقارنة بالمواقف الإيجابية للجولة الافتتاحية الأولى».
تقرير «إسرائيل هايوم» يُعَد إلى جانب تصريحات شتاينتس، جولة تفاوض إسرائيلية ترد عبر الإعلام، يراد لها أن تكون موازية واستباقية لجلسات التفاوض المفترض أن تكون بعيدة عن الإعلام في الناقورة. ويتضمن التقرير أكثر من رسالة إلى لبنان، من دون الاكتفاء بالتحذير والإعراب عن اللاتفاؤل.
وفقاً لتقرير الصحيفة، «في الجولة الأخيرة من المفاوضات، عرض لبنان خطاً حدودياً إلى الجنوب أكثر من الخط الحدودي الذي أودعه في الأمم المتحدة عام 2010، والهدف من ذلك هو زيادة مساحة المنطقة الاقتصادية اللبنانية والاقتراب من حقول غاز إسرائيلية تأكد وجود غاز فيها، مثل حقلَي كريش ولفيتان».
وكشفت الصحيفة أن «الجانب الإسرائيلي استعدّ مسبقاً للاستفزاز اللبناني وللمطالبة بالسيطرة على مناطق إسرائيلية»، في إشارة منها إلى علم مسبق لدى تل أبيب بالطروحات اللبنانية قبل أن تُعرض في المفاوضات. وقالت إن الوفد الإسرائيلي ردّ على اللبنانيين عبر التشديد على أن «الوزير شتاينتس فوّضنا إجراء مفاوضات حول المنطقة المتفق أن تكون محلاً للتفاوض».
وأضاف التقرير، في ما بدا أنه رسالة توضيحية تؤسس لـ«معادلة استفزاز» مع المفاوض اللبناني: معاملة التطرف بالمثل، إذ يرد أن الوفد الإسرائيلي الذي كان جاهزاً ويعلم مسبقاً بما سيطالب به لبنان، لم يكتف برفض التفاوض على الخط اللبناني الجديد والمطالبة بمناطق لم يكن لبنان يسعى إليها في السابق، بل عرض الجانب الإسرائيلي خطه الخاص، الذي كشف عنه لأول مرة، وهو يقع إلى الشمال من الخط المعروض لبنانياً».
ألمحت «إسرائيل هايوم» إلى أن العدو كان يعلم مسبقاً بما سيطرحه الوفد اللبناني
عرض تل أبيب خطها الحدودي الجديد الممدّد شمالاً، كما يرد في «إسرائيل هايوم»، نقلاً عن مصدر رفيع في الوفد الإسرائيلي، جاء مصحوباً بحجج قانونية تبرر المطالبة الإسرائيلية بالمنطقة الموسّعة، لكن مع التشديد في المقابل أن العرض حصل فقط نتيجة مواقف لبنان المتطرفة، مع سعي لإفهام الطرف الآخر (لبنان) أن «إسرائيل» قادرة على التطرف أيضاً، رغم أنها في الواقع ما زالت تريد التفاوض على المثلث الحدودي المحدّد مسبقاً، قبل عملية التفاوض.
وفي تساوق مع سياسة تظهير المرونة الإسرائيلية مقابل التطرف اللبناني، وهي سياسة تتبعها تل أبيب تجاه لبنان في السنوات الماضية من التفاوض غير المباشر على الخلاف الحدودي البحري، أشار العدوّ عبر الصحيفة نفسها إلى أنه «في المناقشات التمهيدية التي أجريت في «إسرائيل» قبل الجولة الثانية من المحادثات، عُرض على وزير الطاقة يوفال شتاينتس خطان محتملان للحدود رداً على الخط اللبناني الاستفزازي، إلا أن شتاينتس اختار ما هو أكثر اعتدالاً، ذلك أن الخط الآخر المسمى الخط «310»، يقضم مساحات أكثر في المياه الاقتصادية للبنان».
إذاً «إسرائيل» تقول للبنان إن تمسكه بحقوقه سيقابَل بمطالبة إسرائيلية متطرفة، ليس حصراً لجهة ما عرضه الوفد الإسرائيلي في جولة التفاوض الأخيرة، بل أيضاً بخط حدودي آخر أكثر انزياحاً إلى الشمال.