أكد المدير الإقليمي في أوروبا لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه، أن القارة تشهد حالياً “طفرة” إصابات بوباء كورونا، داعياً الدول إلى مواصلة جهودها في مواجهة الجائحة وعدم إغلاق المدارس إلا كإجراء أخير.
وقال كلوغه، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “نشهد طفرة في عدد الإصابات مع تسجيل مليون إصابة إضافية خلال أيام قليلة فقط” في أوروبا و”نشهد أيضاً زيادة تدريجية في الوفيات”.
وحذّر قائلا: “لا يمكننا أن نتراخى” و”سيكون وقتاً عصيباً بعض الشيء، علينا أن نكون صادقين بشأن ذلك”.
وسجلت منطقة أوروبا التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تضم 53 دولة بينها روسيا، أكثر من 11.8 مليون إصابة ونحو 295 ألف حالة وفاة منذ بداية الوباء، وفقاً للمنظمة.
في الأيام السبعة الماضية، تم تسجيل نحو 1.8 مليون إصابة جديدة، بالإضافة إلى 19500 حالة وفاة بكورونا في أوروبا.
وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه “مع تعميم وضع الكمامة والرقابة الصارمة على التجمعات، يمكننا إنقاذ حياة أكثر من 261 ألف شخص بحلول فبراير في أوروبا”.
وأضاف: “الوضع الراهن ليس خياراً”، ومنظمة الأمم المتحدة تدعو الدول إلى اتخاذ تدابير “محددة ومتناسبة” لمواجهة ارتفاع الإصابات والوفيات، لكنه اعتبر أن المدارس ينبغي أن تبقى مفتوحة وألا تغلق إلا كإجراء أخير.
وأكد أنه “لا يوجد مبرر للقول إن المدارس هي أحد العوامل الرئيسية لانتقال العدوى”. وناشد قائلاً: “يجب أن نبقي المدارس مفتوحة حتى النهاية لأننا لا يمكن أن نسمح بوجود جيل ضائع بسبب كوفيد-19”.
في مسعى لاحتواء التفشي السريع لفيروس كورونا المستجدّ، فرضت إنكلترا الخميس إجراءات عزل جديدة لمدة شهر على سكانها، بينما تستعد إيطاليا وقبرص لفرض حظر تجوّل.
وأوروبا هي المنطقة التي تسجّل أسرع تفش للفيروس في العالم: وأحصت أكثر من 11 مليون إصابة نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا.
وبعد إيرلندا وفرنسا، تفرض إنكلترا بدورها الخميس عزلاً جديداً على سكانها البالغ عددهم 56 مليون نسمة. وحتى الثاني من تشرين الأول، ينبغي على المتاجر غير الأساسية في إنكلترا الإقفال، فيما سيُسمح للمطاعم والمقاهي بتقديم فقط خدمات توصيل الطعام أو تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم بدون إمكانية الجلوس. في المقابل، ستبقى المدارس مفتوحة.
في إيطاليا التي لا تزال تحت تأثير صدمة الموجة الأولى من الوباء في الربيع، وقّع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مرسوماً لمدة شهر يفرض حظر تجوّل في كل أراضي البلاد اعتباراً من الخميس. وسيُمنع التنقل بين الساعة العاشرة مساءً والخامسة فجراً حتى الثالث من ديسمبر. وستُغلق الثانويات وتُقفل المراكز التجارية في عطل نهاية الأسبوع.
وستُقسّم المناطق الإيطالية العشرون إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء بناءً على خطورة الوضع الوبائي فيها، وستُفرض في كل منطقة قيود متفاوتة.
ويسود القلق في قبرص حيث يُفرض اعتباراً من الخميس حظر تجوّل ليلي على كامل الأراضي وحتى 30 تشرين الثاني.
وفرضت البرتغال بدءاً من الأربعاء على 70% من سكانها البالغ عددهم نحو عشرة ملايين نسمة، عزلاً جديداً أقلّ صرامة من ذلك الذي فُرض في الربيع الماضي. ويمكن أن تتخذ الحكومة قريباً تدابير مقيّدة أكثر.
في سائر أنحاء أوروبا، اتخذت دول كثيرة الواحدة تلو الأخرى تدابير لمكافحة الوباء. فقد أغلقت هولندا لمدة أسبوعين المتاحف ودور السينما وحدائق الحيوانات وأماكن أخرى تستقبل جمهوراً، فيما تفرض النمسا حيث تم تحديد اللقاءات الخاصة بأشخاص من أسرتين كحدّ أقصى، حظر تجوّل ليلياً.
من جهتها، أعلنت بولندا إغلاق دور السينما ومعظم المحلات في الفضاءات التجارية وفرضت الانتقال إلى التعليم عن بعد بشكل كامل.
في المجر، فرض رئيس الوزراء فكتور أوربان حال الطوارئ مجدداً ما يتيح له الحكم بموجب مرسوم، معرباً عن خشيته من اكتظاظ المستشفيات بحلول منتصف ديسمبر.
ووضعت الحكومة السويسرية الجيش الأربعاء بتصرف الكانتونات التي تحتاج مساعدته في ظل الارتفاع الكبير للإصابات والضغط الذي تشهده المستشفيات.
وأعلنت الدنمارك أنها ستعدم إجمالي 15 مليون من حيوان المنك الذي يربى في مزارع على أراضيها لاستغلال فرائه بسبب رصد طفرة لمرض كوفيد-19 لديه انتقلت حتى الآن إلى 12 شخصا وتهدد فعالية اللقاح المستقبلي.