كتب: عبدالعزيز المكي
ما أن أعلن نظام الانقلاب السوداني التطبيع الرسمي مع الصهاينة، حتى سارع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووزير خارجيته “مايك بومبيو”، وكذلك رئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتنياهو” وباقي المسؤولين الصهاينة… حتى سارعوا إلى الإعلان عن أن نظام ال سعود سيعلن هو الآخر التطبيع الرسمي مع العدو!! بل ذهب أحد المسؤولين الصهاينة إلى القول “إن نظام ال سعود سيقدّم هذا الإعلان” عن التطبيع هدية إلى الرئيس الأمريكي الفائز، الذي يتوقعون انه سيكون ترامب!!
مثل هذه التصريحات المدعومة بحملة إعلامية من وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية، أو بعضها كانت قد تكررت عندما أعلنت كل من دويلة الإمارات وجزيرة البحرين عن التطبيع الرسمي مع العدو، لدرجة أن البعض من المعلقين الصهاينة والأمريكيين وحتى من بعض المسؤولين الصهاينة اعتبر أن نظام ال سعود يمكن أن يكون الرقم2 في قائمة المهرولين العرب نحو أحضان العدو الصهيوني بعد الإمارات! وأيضاً توقع البعض من هؤلاء المعلقين أن يكون نظام ال سعود هو الذي سيعلن عن هذا التطبيع رسمياً بعد إعلان نظام البرهان السوداني! لكن لحد الآن لم يعلن هذا النظام رغم الضغوط الأمريكية والصهيونية المكثفة عليه للإقدام على هذه الخطوة! ما دفع البعض من المراقبين والمتابعين الى طرح هذا السؤال، وهو لماذا لم يعلن نظام سعود رسمياً عن التطبيع مع العدو؟ هذا السؤال بات أكثر جدية والحاحاً، حتى من بعض أصدقاء وحلفاء ال سعود وهم أسيادهم الامريكان والصهاينة، لأن هذا النظام يمارس التطبيع على صعيد الممارسة العملية في كل سياسات مع العدو، وبشكل سري تارة وعلني تارة أخرى، كما نرى في المعطيات التالية، التي تؤكد تفوق نظام ال سعود على النظامين الإماراتي والبحريني، والنظام السوداني أيضاً!!
ان نظام ال سعود، هو أول من كسر الحاجز النفسي عند الأنظمة المطبعة حديثاً في التواصل العلني مع العدو، من خلال صولات وجولات “أنور عشقي” و”تركي الفيصل”، وهما كانا مسؤولين في نظام ال سعود ومقربين منه، يوكل لهما الكثير من المهام!! فبعد هذه الاتصالات الودية واللقاءات الحمية بين هذين الشخصين السعوديين والمسؤولين الصهاينة، في المؤتمرات وفي اللقاءات ومن ثم الزيارات بينهما وبين المسؤولين الصهاينة في امريكا أو في عواصم أوربية، وحتى في الارض المحتلة، وفي السعودية، تجرأ الإماراتيون والبحرينيون على اللقاءات العلنية مع المسؤولين الصهاينة، وعلى إرسالهم وفوداً رياضية، واجتماعية وما الى ذلك مما يعرفه القاصي والداني.
الحملة الاعلامية السعودية التي تتمحور على تسويق العدو تبرير التحالف والتعاون معه، وعلى تزويق وتلميع الوجه الدموي لهذا العدو، مازالت متواصلة، منذ لقاءات وصولات عشقي والفيصل التطبيعية وحتى اليوم، مع فارق أنها اي هذه الحملة تزداد شدة وكثافة في عملية التسويق والتبرير والتلميع!!
نظام ال سعود هو من شجع نظام ابناء زايد على الإعلان الرسمي مع العدو، هذا ما اكده المسؤولون الأمريكان والصهاينة أنفسهم، بل واكده المسؤولون السعوديون أيضاً، بسماحهم للطائرات الصهيونية التي تحمل وفوداً امريكية وصهيونية في طريقها الى الامارات، بالعبور عبر الأجواء السعودية! وباعلان ان قرار الامارات سيادي، كما جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان آل سعود”، والذي قال في حينها ان بلاده لا تعارض مثل هذه الخطوة وتعتبر (ايران) هي (الخطر) وليس “اسرائيل”!!
وما قاله الصهاينة عن الاعلان الاماراتي، كرره بعد الاعلان البحريني، ايضاً اكدوا ان نظام ال سعود هو من دفع نظام ال خليفة للاعلان الرسمي عن التطبيع مع العدو، بعد ان ظل هذا النظام- البحريني- يحافظ على سرية لقاءاته وتعاونه مع الكيان الصهيوني وعلى مدى اكثر من عقد من الزمان كما اعترف الصهاينة بذلك لاحقاً!! واليوم تتكرر نفس الحالة بعد اعلان نظام البرهان السوداني التطبيع الرسمي مع العدو، فقد قالت ان للنظامين السعودي والاماراتي الدور النشط في دفع شلة العسكر التي استولت على السلطة مؤخراً بدعم اماراتي سعودي، الى التطبيع مع العدو!! بل اكثر من ذلك، أن تقريراً نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” في 22 اكتوبر 2020 قال ان نظام ال سعود دفع الأموال التي يطالب بها ترامب السودان بدفعها لضحايا الإرهاب السوداني المزعوم والبالغة 335 مليون دولار! وقال التقرير ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل على وجه السرعة لدفع الأموال الى السودان الذي سارع الى تسليمها الى ترامب، الذي اعلن هو الآخر ان السودان سوف يرفع اسمه من قائمة الإرهاب، بعد ان دفع التعويضات لضحايا تفجير السفارتي الامريكية في “كينيا” و”تنزانيا” شرق افريقياً والهجوم على المدمرة الامريكية “يو إس إس كول”، قبالة سواحل اليمن، في عامي 1998 و2000م على التوالي.
وذكر التقرير ان رفع السودان من قائمة الارهاب الامريكية مرهون بدفعه الاموال، والتطبيع مع العدو الصهيوني، أي ان رفع السودان من تلك القائمة لا يتم إلّا بتحقيق هذين الشرطين، ولأن السودان لا يملك هذا المبلغ سارع نظام ال سعود لسداده من أجل ان تتحقق الشروط الامريكية، ويعبد الطريق للنظام السوداني نحو الهرولة والسقوط بوصل التطبيع مع العدو ونيل (شرف) الخيانة والعمالة للامريكان والصهاينة على شاكلة بقية الانظمة المطبعة الاخرى!
وفي الوقت الذي يحتفل فيه الصهاينة بالتطبيع الرسمي مع الامارات والبحرين والسودان، شنَّ نظام ال سعود حملة شديدة العداء ضد الشعب الفلسطيني وضد قادته من أصدقاء نظام ال سعود نفسه، أقصد السلطة الفلسطينية ورئيسيها السابق المرحوم “ياسر عرفات” واللاحق “محمود عباس”، عبر إنبراء السفير السعودي السابق والصديق الحميم للصهاينة وللوبي الصهيوني في أمريكا، “بندر بن سلطان”، فهذا الرجل حمّل الفلسطينيين مسؤولية ما وصلت اليه القضية الفلسطينية من إنتكاسات وأزمات وتصفيات!! مدعياً ان القيادات الفلسطينية لا تستجيب للنصح- الذي يسديه اليهم ال سعود، وشن هجوماً لاذعاً على القيادة الفلسطينيين بتقديم السعودية الأموال اليهم وقال: “باتوا مقتنعين- الفلسطينيون- ألّا ثمن لدفعه مقابل أخطائهم التي ارتكبوها ضد القيادة أو الدولة السعودية أو القيادات الخليجية ودولها” على حد قوله.
وقد اعتبر عدد من الخبراء العرب، السعوديون منهم بشكل خاص ان تصريحات بندر مؤشر على تغيّر المناخات والاجواء السعودية تجاه القضية الفلسطينية وبات آل سعود اكثر جرأة على الاعلان عن مواقفهم المعادية للقضية الفلسطينية التي كانوا طيلة المدة السابقة يخفونها عن الرأي العام العربي وفي داخل السعودية، ويتلطون وراء شعارات مزيفة وخادعة.
وهنا تجدر الإشارة الى ان القيادة الفلسطينية الرسمية تتحمل الكثير مما تعانيه القضية الفلسطينية من أزمات وتراجع، كما يقول بندر بن سلطان، ولكن ليس لأن تلك القيادة لم تعمل بالنصائح السعودية كما يقول هذا الأخير، وانما لان تلك القيادة تعتبر المطبع الأول بعد مصر والاردن، وهي من فتحت أبواب التطبيع لبقية الدول العربية!! بل وفتحت لها كل أفاق التعاون الأمني والعسكري مع هذا العدو المحتمل!! لان سلطة أوسلو الى الآن تتعاون أمنياً مع العدو في الضفة الغربية وباعتراف الضباط الصهاينة، بأنهم لو لا هذا التعاون الذي تسديه شرطة وقوات السلطة الفلسطينية على المقاومين لما استطاع العدو الصهيوني من ضبط الأمور في الضفة الغربية!! ولو لا هذه السلطة العميلة لما استطاع الاحتلال من تصفية المقاومين والناشطين هناك، فهذا التعاون يمثل قمة التطبيع مع العدو!! نعم ان السلطة الفلسطينية هي من طعنت بقضيتها ووجهت لها الخنجر القاتل في خاصرتها ومهدت للخناجر العربية بتمزيق جسدها واختراق أحشائها والانقضاض على أشلائها!!
و هنا لا نريد أو يفهم البعض منا اننا ندافع عن الذين يهاجمون السلطة من المطبعين والمهرولين العرب نحو العدو.. لا أبداً، فكلاهما، السلطة بتعاونها الأمني مع العدو والمطبعون العرب بهرولتهما نحو الارتماء بأحضان العدو، خانا القضية الفلسطينية وساهما في تصفيتها وتمكين العدو من تحقيق أهدافه في ذلك!!
باعتراف الصهاينة ان بن سلمان هو الابن المدلل لكيان الصهيوني فهؤلاء الصهاينة على لسان بعض دهاقنتهم، ان بن سلمان عبر لهم عن افتخاره بمربيته “اليهودية”، وانه تعلم منها الكثير ومنها حب (اسرائيل)! بل وبعض الصحف الصهيونية اعتبرت انه الشخص الذي لو عملت (اسرائيل) طيلة خمسين سنة لصنع شخصية مثله تخدم الكيان المحتل لما استطاعت انه هبة للعدو!! وزيادة على ذلك، تحدثت قناة “كان” التلفزيونية الصهيونية يوم23 اكتوبر2020 عما يجري وراء كواليس ما وصفته بعلاقة “الحب بين اسرائيل والسعودية”، مؤكدة أنه “كان هناك مسؤولين اسرائيليين كبار في الرياض”!! واكد مصدر صهيوني للقناة المذكورة، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو “ولي العهد الاكثر دعماً لاسرائيل في النظام السعودي، ولو كان الأمر مرتبطاً به لكان حصل التطبيع والسلام”!! واوضح المصدر الصهيوني أن “التغيير في الموقف السعودي كان بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي، مبرزاً ان محمد بن سلمان هو من أقام العلاقة بمبادرة فيه”!! وأعلن رئيس الموساد “إيلي كوهين” يوم 22 أكتوبر 2020 أن “السعودية تنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل تقديم هدية للرئيس المنتخب”! وعلى خلفية هذا “الحب” الذي يبديه بن سلمان لكيان الصهيوني، بحسب ما قالت قناة “كان” في توصيف هذا الحب.. على هذه الخلفية ان بن سلمان يتحرك بشكل حثيث وراء الكواليس وفي العلن احيانا من أجل توطيد التعاون والتطبيع مع العدو على كل الأصعدة بحسب ما يقوله الصهاينة، فهذه الكاتبة الصهيونية “سمدار بيري” تكتب مقالاً في صحيفة يدعوت احرونوت في 22 أكتوبر 2020، حول هذا الامر ومما جاء فيه بعد اشارتها الى التحول في خطاب مفتي “مكة” الايجابي نحو الكيان الصهيوني: “أما الآن فأن جهاز التعليم في السعودية، أيضاً يعمل على تغيير كتب التعليم: فلا يوجد بعد اليوم، قردة وخنازير، كاسم رديف لليهود. يشطبون يغيّرون ويتعزمون إضافة إسم اسرائيل لخريطة الشرق الاوسط”!! وتقول: هذا الكاتبة ايضاً في مقالتها المذكورة: “ثمة مكان واحد في بؤبؤ عين ولي العهد: المدينة الصحراوية المتطورة (نيوم)، التي تحاذي حدود مصر والاردن، ومدينة إيلات جنوباً. في قصر بن سلمان أقاموا إتصالات سرية مع خبراء في الزراعة، مهندسين اسرائيليين، ورجال تكنولوجيا عليا، ولكن ما يحصل الآن في “نيوم” وما يدور فيها بالضبط يصعب الكشف عنه، هنا ما يجري تطبيع شفاف”!!
على ان الاكثر من ذلك، والاكثر عزماً لابن سلمان على تعزيز أواصر التعاون والتطبيع، بالاضافة الى ما تقدم، هو إعادة تشكيل هيكلية المؤسسة الدينية الوهابية السعودية، بعد ما نجح في تغيير خطابها الديني وحتى الفقهي، كما أكد ذلك، تصريحات وخطب مهرج الحرم المكي “عبدالرحمن السديس” وغيره من وعاظ وخطباء ال سعود.. ففي 18 أكتوبر 2020 أصدر الملك “سلمان بن عبدالعزيز” مرسوماً باعادة تشكيل “هيئة كبار العلماء” و”مجلس الشورى”، ورئيس “المحكمة العليا”، وتضم هيئة كبار العلماء، التي تأسست عام 1971 لابداء المشورة لآل سعود، ولاضفاء أو إسباغ المشروعية الدينية على حكمهم، تضم 20 عضوا اضافة الى رئيسها مفتي المملكة الشيخ “عبدالعزيز آل الشيخ”، وآل الشيخ هم وارثو واحفاد محمد بن عبد الوهاب حليف آل سعود تحت الرعاية البريطانية ـ وفي التشكيل الجديد أنضم خمسة علماء جدد للهيئة كلهم من مؤيدي بن سلمان وتوجهاته التطبيعية وتسويق سياساته “دينياً وشرعياً”!! من بينهم، الشيخ “محمد بن عبد الكريم العيسى”، الأمين العام “الرابطة العالم الإسلامي”، رئيس هيئة العلماء في الرابطة، والشيخ “سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب”، الذي يشغل منصب النائب العام في المملكة منذ 17 يونيو 2017م.
“يُنظر الى العيسى على أنه احد أذرع ابن سلمان في احداث التغيير وفق مفاهيم مغادرة ثوابت المجتمع السعودي الموصوف بأنه مجتمع تقليدي محافظ ملتزم بثوابت الاسلام وتعاليمة… وأبدى العيسى الكثير من التودد للاسرائيليين خلال رئاسته الأمانة العامة لرابطة العالم الأسلامي، ومقرها مدينة مكة، حيث شارك في حوارات عدة مع قيادات دينية يهودية، وتعهد في مؤتمر نظمته اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC) حول قضایا الیهودية ومکافحة معاداة السامية، بالتزام المملكة باعادة جسور الحوار والبناء مع المجتمع اليهودي. وللعيسى تفسيرات لمعاني بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن اليهود، حظيت بتقدير الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، “أفيخاي أدرعي”، الذي أشاد بما تحدث به العيسى عن “العلاقة الأخوية” بين المسلمين والمؤمنين من أتباع الديانات الأخرى، كما تلقى العيسى إشادة أخرى من أدرعي وقنوات رسمية اسرائيلية، بعد أن أدى صلاة الجنازة على “ضحايا الهولوكوست” خلايا زيارته، في كانون الثاني الماضي، لموقع “الهولوكوست”- المزعوم- في بولندا.
أما المعجب فهو المقرب جداً من ابن سلمان، والذي أوكل اليه هذا الأخير ملف إغتيال “جمال خاشقجي”، كما طالب في سبتمبر 2018 بانزال عقوبة الاعدام بالداعية الشهير المعتقل “سلمان العودة”، وسوغ وما يزاال الكثير من ممارسات وسياسات بن سلمان التطبيعية مع العدو الصهيوني، أو شنه الحرب الغاشمة على الشعب اليمني الفقير!!
ومما يقال عن هذين الشخصين يقال أو ينطبق على بقية الأعضاء الجدد والمقربين أيضاً من ابن سلمان.
وبحسب ما نقله حساب “العهد الجديد” في تغريدة نشرها بتاريخ 16 أبريل 2017، عن مصادر تأكيدها أنه يتم التهيئة والتحضير لتنصيب “محمد العيسى”، مفتياً عاماً للمملكة خلفاً لعبد العزيز آل الشيخ! واذا صحت هذه التغريدة التي اعاد “العهد الجديدة” نشرها بعد الهيكلة الجديدة لهيئة كبار العلماء في السعودية، فهذا يعني إن هذه الهيكلة لم تكن سوى خطوة على طريق وضع الرجل على رأس الهيئة في وقت لاحق، وفي تسويق التطبيع السعودي مع العدو دينياً بهدف إقناع الرأي العام الاسلامي داخل وخارج بلاد الحرمين، ليكون ذلك تمهيداً لتقبل اقدام نظام ال سعود على الاعلان الرسمي عن التطبيع مع العدو الصهيوني!!
اذن كل شي يجري في مملكة سلمان بهذا الاتجاه أي تعزيز التعاون والتحالف مع العدو الصهيوني، والتحرك على هذا الصعيد بشكل رسمي، لكن التردد ال سعود عن هذا الاعلان يكمن في الأسباب التي كنا قد أشرنا اليها في احدى مقالاتنا السابقة على هذا الموقع، تلك الأسباب التي اكدتها فيما بعد صحيفة هاآرتيز العبرية الصهيونية في 22 أكتوبر 2020، أي قبل ايام قليلة، حيث قالت الصحيفة: “ان محمد بن سلمان تطرق لهذا الأمر_ اي عدم الاعلان عن التطبيع مع العدو وعلى شاكلة الامارات والبحرين_ خلال لقاء جمعه بالملياردير الاسرائيلي الأمريكي حاييم سابان”. ونقلت الصحيفة عن سابان الذي هو أحد كبار المتبرعين للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، قوله: “ان ولي العهد السعودي أخبره أنه لا يمكن أن ينضم الى جيرانه البحرين والأمارات في تطبيع العلاقات مع اسرائيل لأن القيام بذلك سيؤدي الى قتله على يد إيران وقطر وشعبي، أي (الشعب السعودي)..” وفي الحقيقة ان خوف بن سلمان الاساسي هو من شعب بلاد الحرمين، لان اعلان التطبيع سوف يؤدي الى اضطرابات داخلية قد تؤدي الى قتله- اي بن سلمان- لانه بحسب الاحصاءات التي أجرتها بعض المراكز الصهيونية في السعودية حول موقف شعب بلاد الحرمين من التطبيع مع العدو، فقط 9% يؤيدون بن سلمان، أما ” 91% ” الباقين فهم يعارضون معارضة شديدة التطبيع مع العدو، بحسب ما ذكرته “سمدار بيري” في مقالتها المنشورة في صحيفة يدعوت احرونوت في 22 اكتوبر 2020… وكان تقرير نشره معهد دراسات الشرق الأوسط، في 2 اكتوبر 2020، اشار الى ” ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متردد في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل، لان ذلك قد يولد تكاليف سياسية كبيرة في الداخل”! وكل ذلك يؤكد ما ذكرناه في مقالاتنا السابقة حول امتناع نظام ال سعود عن الاعلان الرسمي عن التطبيع مع العدو الصهيوني، ولذلك يفضل بن سلمان العمل وفق معادلة التطبيع الكامل مع وقف الاعلان الرسمي، ريثما تتوفر الظروف المناسبة لذلك! وفي كل الاحوال، ونتيجة لأخلاصه لاسياده الصهاينة إستحق بن سلمان جائزة صهيون” بجدارة!! بحسب ما أعلنه مؤسس المنظمة اليهودية الصهيونية” مركز أصدقاء صهيون التراث” مايك ايفانز!!
المصدر: عبدالعزيز المكي