الأخبار- يحيى دبوق
بعد طول صمتٍ رسمي، رافقه تهويل إعلامي في شأن مخاطر فوز جو بايدن، برز أمس أوّل موقف إسرائيلي من الانتخابات الأميركية، ملخّصه أن لا خطر من بايدن في الملفات كافة، باستثناء إيران!
لم تُخفِ إسرائيل، عبر إعلامها ومُعلّقيها وتسريبات مصادرها السياسية والأمنية، أن مصلحتها ترتبط باحتفاظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، في الوقت الذي تدرك فيه أن منافسه الديمقراطي، جون بايدن، لن يعمل ضدّ المصالح الإسرائيلية، وإن كانت قلقة من مواقف كان قد أعلنها الأخير تجاه عدوّها الأول إيران، وتحديداً في ما يتعلّق بإمكانية عودته إلى الاتفاق النووي للعام 2015، والتداعيات السلبية التي ستنجم عن خطوة تراجعية كهذه على المستويات الاستراتيجية.
إلى ذلك، تستبق إسرائيل إمكان التغيير في واشنطن، عبر العودة إلى التهويل بالحرب في المنطقة ضدّ إيران. وهو تهويل مُوجّه إلى البيت الأبيض، من أجل منع أيّ تداعيات سلبية للتغيير المذكور. والمفارقة أن فوز بايدن، الذي لن يَضرّها كثيراً في معظم الاتجاهات والساحات، وتحديداً تلك التي تَولّد فيها واقع يتعذّر تغييره بعد خطوات وقرارات «تاريخية» صدرت عن ترامب، لا يلغي قلقها من احتمال عودة الولايات المتحدة من جديد إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي يعني إضراراً باستراتيجية «الخنق» التي كانت تقودها مع إدارة دونالد ترامب، علماً بأن الموقف من إيران وامتداداتها في أكثر من اتجاه وساحة في المنطقة، هو المعيار الأساسي الذي تتّخذ تل أبيب وفقاً له موقفها من الفائز في الانتخابات الأميركية.
في الموازاة، تبدي السلطات الإسرائيلية، على المستوى الرسمي، حذراً كبيراً من إطلاق مواقف تُظهر دعمها لهذا المرشّح أو ذاك؛ إذ إنها في غنًى عن تعليقات علنية لا طائل منها إلا تداعيات سلبية على مصالحها مهما كان موقفها الفعلي من أيٍّ من المرشّحَين. لكن مع تلمّس اقتراب بايدين من البيت الأبيض، كان عليها أن تُحذّر من تبعات مواقفه من إيران، إن حافظ عليها الرجل بالفعل. وحتى أمس، صَعُب إيجاد مواقف إسرائيلية رسمية من المرشّحَين، وإن كان الإعلام العبري مشبعاً بالتعليقات والتقارير وكذلك التسريبات، التي لا يمكن الأخذ بها في فهم الموقف الرسمي. وبناءً على ذلك، يُعدّ أيّ موقف مباشر يصدر عن مسؤول إسرائيلي لافتاً ودالّاً، وهو ينطبق على ما صدر أمس عن أحد الوزراء من حزب «الليكود».
وزير المستوطنات، تساحي هنغبي، وهو أيضاً الخبير في شؤون الأمن القومي و»التعاون الإقليمي»، حذر من أن موقف بايدن من الاتفاق النووي قد يؤدي إلى حرب بين إسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن «بايدن قال علانية ولفترة طويلة إنه سيعود إلى الاتفاق النووي، وأنا أرى أن هذا الأمر سيؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وإيران». وجاءت تصريحات هنغبي في مقابلة مع «القناة 13» العبرية، أكد فيها أيضاً أنه غير قلق من فوز بايدن المحتمل على معظم الجبهات والساحات، بما في ذلك الاستيطان في الضفة الغربية، مستدركاً بأن «الموقف من إيران هو استثناء صارخ».
تصريح هنغبي، الذي جاء استثناءً من قاعدة الصمت الرسمي عن التعليق على الانتخابات الأميركية، يُعدّ نوعاً من التطمين للجمهور الإسرائيلي، بعد أشهر من حملات تهويل على المستوى الإعلامي من أضرار فوز بايدن على إسرائيل، لكنه أيضاً يرسم حدود المقبول وغير المقبول من المرشّح الديموقراطي، وتحديداً في ما يتعلّق بتنفيذ وعده العلني بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في «الكنيست»، تسفي هاوزر، طمأن الإسرائيليين، بدوره، إلى أن فوز بايدن لا يضرّ بإسرائيل، واصفاً منافس ترامب بأنه «صديق حقيقي»، ومعتبراً في حديث إلى الإذاعة العسكرية أمس أنه حتى لو عمد بايدن إلى «تجديد الصفقة» مع إيران، فستكون صفقة أفضل من تلك التي سبقتها، إذ إن لدينا اتفاقاً واسعاً على وجود ثغرات كبيرة (في اتفاق عام 2015) في ما يتعلّق بمصالح العالم الحرّ». وقال هاوزر إن الشرق الأوسط قد تَغيّر منذ ترك بايدن منصبه عام 2016، و»أن تكون إيران أكثر خطورة في المنطقة، ومع تقنيات أكثر دقة وأكثر فتكاً، فهذه ليست مشكلة إسرائيل وحسب، بل مشكلة العالم كله». وإزاء المفاضلة بين ترامب وبايدن، شدّد هاوزر على أن الأهمّ بالنسبة إلى إسرائيل هو تقييد إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي، على رغم أن المرشّحَين لديهما طرق مختلفة للتعامل مع إيران.
وما بين تحذير هنغبي وتفاؤل هاوزر، يبدو واضحاً أن ثمة حرصاً إسرائيلياً رسمياً على إخفاء القلق، وهو ما أمكن تلمّسه من مجمل المقاربة الإسرائيلية المُعبَّر عنها بأساليب وطرق مختلفة في الأسابيع الأخيرة، ومن بينها الصمت نسبياً عن التعليق. والواضح أن عدم اليقين يكتنف التقدير الإسرائيلي للآتي، ليس في ما يتعلّق بالساحة الفلسطينية أو مسار التطبيع مع الحكام العرب، حيث أرسى ترامب معادلات لا ضرورة لتغييرها أو القفز فوقها إن فاز بايدن بالرئاسة، بل في المقاربة التي ستفرض نفسها على الفائز، بعد صمود إيراني أثبت أن لا قدرة «للضغط الأقصى» على دفع إيران إلى التراجع.
إلى ذلك، تستبق إسرائيل إمكان التغيير في واشنطن، عبر العودة إلى التهويل بالحرب في المنطقة ضدّ إيران. وهو تهويل مُوجّه إلى البيت الأبيض، من أجل منع أيّ تداعيات سلبية للتغيير المذكور. والمفارقة أن فوز بايدن، الذي لن يَضرّها كثيراً في معظم الاتجاهات والساحات، وتحديداً تلك التي تَولّد فيها واقع يتعذّر تغييره بعد خطوات وقرارات «تاريخية» صدرت عن ترامب، لا يلغي قلقها من احتمال عودة الولايات المتحدة من جديد إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي يعني إضراراً باستراتيجية «الخنق» التي كانت تقودها مع إدارة دونالد ترامب، علماً بأن الموقف من إيران وامتداداتها في أكثر من اتجاه وساحة في المنطقة، هو المعيار الأساسي الذي تتّخذ تل أبيب وفقاً له موقفها من الفائز في الانتخابات الأميركية.
في الموازاة، تبدي السلطات الإسرائيلية، على المستوى الرسمي، حذراً كبيراً من إطلاق مواقف تُظهر دعمها لهذا المرشّح أو ذاك؛ إذ إنها في غنًى عن تعليقات علنية لا طائل منها إلا تداعيات سلبية على مصالحها مهما كان موقفها الفعلي من أيٍّ من المرشّحَين. لكن مع تلمّس اقتراب بايدين من البيت الأبيض، كان عليها أن تُحذّر من تبعات مواقفه من إيران، إن حافظ عليها الرجل بالفعل. وحتى أمس، صَعُب إيجاد مواقف إسرائيلية رسمية من المرشّحَين، وإن كان الإعلام العبري مشبعاً بالتعليقات والتقارير وكذلك التسريبات، التي لا يمكن الأخذ بها في فهم الموقف الرسمي. وبناءً على ذلك، يُعدّ أيّ موقف مباشر يصدر عن مسؤول إسرائيلي لافتاً ودالّاً، وهو ينطبق على ما صدر أمس عن أحد الوزراء من حزب «الليكود».
وزير المستوطنات، تساحي هنغبي، وهو أيضاً الخبير في شؤون الأمن القومي و»التعاون الإقليمي»، حذر من أن موقف بايدن من الاتفاق النووي قد يؤدي إلى حرب بين إسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن «بايدن قال علانية ولفترة طويلة إنه سيعود إلى الاتفاق النووي، وأنا أرى أن هذا الأمر سيؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وإيران». وجاءت تصريحات هنغبي في مقابلة مع «القناة 13» العبرية، أكد فيها أيضاً أنه غير قلق من فوز بايدن المحتمل على معظم الجبهات والساحات، بما في ذلك الاستيطان في الضفة الغربية، مستدركاً بأن «الموقف من إيران هو استثناء صارخ».
تصريح هنغبي، الذي جاء استثناءً من قاعدة الصمت الرسمي عن التعليق على الانتخابات الأميركية، يُعدّ نوعاً من التطمين للجمهور الإسرائيلي، بعد أشهر من حملات تهويل على المستوى الإعلامي من أضرار فوز بايدن على إسرائيل، لكنه أيضاً يرسم حدود المقبول وغير المقبول من المرشّح الديموقراطي، وتحديداً في ما يتعلّق بتنفيذ وعده العلني بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في «الكنيست»، تسفي هاوزر، طمأن الإسرائيليين، بدوره، إلى أن فوز بايدن لا يضرّ بإسرائيل، واصفاً منافس ترامب بأنه «صديق حقيقي»، ومعتبراً في حديث إلى الإذاعة العسكرية أمس أنه حتى لو عمد بايدن إلى «تجديد الصفقة» مع إيران، فستكون صفقة أفضل من تلك التي سبقتها، إذ إن لدينا اتفاقاً واسعاً على وجود ثغرات كبيرة (في اتفاق عام 2015) في ما يتعلّق بمصالح العالم الحرّ». وقال هاوزر إن الشرق الأوسط قد تَغيّر منذ ترك بايدن منصبه عام 2016، و»أن تكون إيران أكثر خطورة في المنطقة، ومع تقنيات أكثر دقة وأكثر فتكاً، فهذه ليست مشكلة إسرائيل وحسب، بل مشكلة العالم كله». وإزاء المفاضلة بين ترامب وبايدن، شدّد هاوزر على أن الأهمّ بالنسبة إلى إسرائيل هو تقييد إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي، على رغم أن المرشّحَين لديهما طرق مختلفة للتعامل مع إيران.
وما بين تحذير هنغبي وتفاؤل هاوزر، يبدو واضحاً أن ثمة حرصاً إسرائيلياً رسمياً على إخفاء القلق، وهو ما أمكن تلمّسه من مجمل المقاربة الإسرائيلية المُعبَّر عنها بأساليب وطرق مختلفة في الأسابيع الأخيرة، ومن بينها الصمت نسبياً عن التعليق. والواضح أن عدم اليقين يكتنف التقدير الإسرائيلي للآتي، ليس في ما يتعلّق بالساحة الفلسطينية أو مسار التطبيع مع الحكام العرب، حيث أرسى ترامب معادلات لا ضرورة لتغييرها أو القفز فوقها إن فاز بايدن بالرئاسة، بل في المقاربة التي ستفرض نفسها على الفائز، بعد صمود إيراني أثبت أن لا قدرة «للضغط الأقصى» على دفع إيران إلى التراجع.