توصلت دراسة جديدة إلى أن الطقس نفسه ليس له أي تأثير كبير على انتشار فيروس كورونا، ووجد باحثون أن التغيرات في درجة الحرارة والرطوبة مسؤولة عن 3% فقط من انتقال “كوفيد-19”.
ومع ذلك، فإن التحولات السلوكية التي تحدث خلال المواسم، مثل السفر والوقت الذي نقضيه بعيدا عن المنزل، هي المسؤولة عما يصل إلى 60% من انتشار المرض.
ويقول الفريق، من جامعة تكساس في أوستن، إن النتائج تقدم دليلا على أن درجات الحرارة الأكثر دفئا وبرودة ليس لها أي تأثير، وأن سبب انتقال الفيروس إلى هذا الحد يرجع بالكامل تقريبا إلى السلوك البشري.
وعندما بدأ الوباء لأول مرة، كانت هناك آمال في أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تحد من انتشار الفيروس التاجي، كما يحدث عادة مع فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل الإنفلونزا.
ومع ذلك، أدت أشهر الصيف إلى موجة ثانية فقط، حيث بلغت الحالات ذروتها عند 73.715 في 24 يوليو.
ويقول الفريق إن درجات الحرارة لها تأثير على كيفية تصرف الناس، ما قد يؤثر بشكل غير مباشر على انتشار الفيروس من شخص إلى آخر.
وقال المعد الرئيسي الدكتور ديف نيوجي، الأستاذ في مدرسة جاكسون لعلوم الأرض وكلية كوكريل للهندسة في جامعة أوستن، إن تأثير الطقس منخفض، وللميزات الأخرى مثل التنقل تأثير أكبر من الطقس.
وفي الدراسة، التي نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، نظر الفريق في كيفية انتشار الفيروس في مناطق مختلفة بين مارس ويوليو 2020.
وجرى تعريف الطقس بـ”درجة حرارة الهواء المكافئة”، والتي دمجت بين درجة حرارة الهواء والرطوبة معا لتشكيل قيمة واحدة.
ونظر الباحثون أيضا في بيانات الهواتف المحمولة عبر الولايات والمقاطعات الأمريكية، لدراسة عادات سفر الأمريكيين.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن خطوط العرض لها تأثير على عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وفي حين أن نسبة كبيرة من البلدان الواقعة على طول خط العرض الأوسط لديها المزيد من الإصابات، يقول الفريق إن هذا الأمر تنفيه حقيقة أن عددا أكبر من السكان يعيشون في هذه المناطق.
وعبر المقاييس على مستوى الولاية وعلى مستوى المقاطعة، وجدوا أن الطقس ليس له تأثير يذكر على انتشار فيروس كورونا بنسبة لا تزيد عن ثلاثة بالمائة.
وكانت الرحلات وقضاء الوقت بعيدا عن المنزل، من أهم العوامل المساهمة في انتقال “كوفيد-19″، حيث يمثلان 34% و26% على التوالي.
وقال المعد المشارك الدكتور سجاد جمشيدي، مساعد باحث في جامعة بوردو في إنديانا: “لا ينبغي أن نفكر في المشكلة على أنها شيء مدفوع بالطقس والمناخ. يجب أن نتخذ الاحتياطات الشخصية، وأن نكون على دراية بالعوامل في التعرض للمناطق الحضرية”.
وفي الآونة الأخيرة، قالت منظمة الصحة العالمية (WHO) إن الفيروس يمكن أن ينتقل في أي نوع من الأحوال الجوية، وأنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الطقس البارد يمكن أن يقتله.
ويقول العلماء إن القلق الحقيقي بشأن الطقس البارد هو أن درجات الحرارة المنخفضة من المرجح أن تبقي الناس في الداخل – من المحتمل في الأماكن الأكثر ازدحاما حيث يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة أكبر.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية وغيرها من أنه في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، ينتقل الفيروس بسهولة أكبر لأنه يمكن أن ينتشر في الهواء وقد تظل الجسيمات المعدية معلقة في الهواء لعدة ساعات.
المصدر: ديلي ميل