الوقت- انتهت المهلة التي منحها حزب “أزرق_أبيض” لحزب “الليكود” يوم أمس السبت وذلك من أجل المصادقة على “ميزانية الكيان الاسرائيلي”، وجميع الأنظار تتجه نحو معرفة الخطوات التي سيقدم عليها حزب “أزرق_ابيض” في هذه المرحلة وهل سينسحب من الحكومة أم سيدفع الأمور نحو انتخابات مبكرة على اعتبار أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محاصر بمشاكله الداخلية وشعبيته تتهاوى يوماً بعد يوم.
حالياً تعد التجاذبات والانقسامات وظهور تحالفات جديدة ودخول شخصيات جديدة، عنوان المرحلة السياسية الحالية داخل كيان العدو، ولا نعلم إن كان بإمكان نتنياهو الخروج من الأزمة الجديدة بأقل الخسائر كما فعل في الصيف الماضي، عندما نجح رئيس حكومة الاحتلال في الإبقاء على سيف الانتخابات المبكرة بيده تحت عنوان الميزانية العامة. واستطاع، بالاستناد إلى حرص رئيس حزب (أزرق أبيض) بني غانتس على عدم التسبب في انتخابات مبكرة لا يريدها هو في هذه المرحلة، دفعه إلى القبول بصيغة تأجيل الاستحقاق لـ 120 يوماً، عبر تعديل قانوني يحول دون إجراء انتخابات مبكرة فورية.
أصبح واضحاً للجميع أن نتنياهو يقوم بالمستحيل لعدم السماح لغانتس بتسلم منصب رئيس الحكومة، لذلك سيعمل على حيلة جديدة لمنع إقرار الميزانية من جديد، وهذا أمر سيكون خطيراً على الاقتصاد الاسرائيلي الذي يترنح تحت وطأة انتشار فيروس كورونا الذي شل الحياة الاقتصادية وزاد الطين بلة، ولذلك نحن نشهد في كل يوم مظاهرات جديدة تطالب برحيل نتنياهو، وهذا الأمر سيكون في مصلحة غانتس لا محالة، ولذلك نحن ننتظر ماذا سيفعل غانتس وهل سينفذ تهديداته، وخاصة أن مسألة الميزانية تشكل عقدة كبيرة في الداخل الاسرائيلي، حيث أن العام 2017 كان شاهداً على آخر ميزانية عامة تم اقرارها، وهي المعتمدة منذ ذلك الحين. وقد أدّى ذلك إلى التخلّف عن سداد ما يراوح ما بين 15 ـــــــ 20 مليار شيكل، فيما سيؤدّي استمرار الوضع الحالي إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من التخفيضات، التي تُقدّر بنحو ثلاثة مليارات شهرياً، حتى آخر السنة الحالية.
من دون ميزانية عامّة جديدة، تكون إسرائيل قد خرقت التزاماتها، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض تصنيفها الائتماني. وفي خضمّ كلّ ذلك، يصرّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الانقلاب على الاتفاق الائتلافي، الذي ينصّ على إقرار ميزانية لمدّة عامين. ويرجَّح أنّ السبب وراء ذلك، هو رغبته في المحافظة على ورقة حلّ الحكومة، في عام 2021، لمنع بيني غانتس من تولّي رئاستها تنفيذاً للاتفاق، وبما يحافظ على مكانته كرئيس حكومة في الفترة الانتقالية.
حالياً يترقب الإسرائيليون، ما سيقوم به حزب (أزرق أبيض) بعد انتهاء المهلة التي منحها لحزب (ليكود) مساء اليوم السبت للمصادقة على “ميزانية الدولة”، حيث حذر شريكه الائتلافي (ليكود) من الخطوات التي يمكن أن يقوم بها، إن لم يتم الاستجابة لطلباته بخصوص تمرير الميزانية
ويم أمس السبت قالت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حزب “أزرق- أبيض” الإسرائيلي، سيُجري مشاورات داخلية لتحديد خياراته بشأن مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وأوضح موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس سيُجري مشاورات على مستوى كتلة حزب أزرق- أبيض الذي يتزعمه، لتحديد خياراته بشأن مصير استمرار عمل الحكومة الإسرائيلية الحالية من عدمه.
وصرح مسؤولون في (أزرق أبيض) وفقاً لما نقلته صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، ان :”يد أزرق أبيض منذ دخوله الحكومة دائماً كانت ممدودة ولازالت ممدودة للوحدة والتعاون، وللعمل اللامتناهي من أجل مصلحة مواطني إسرائيل، ويبدو أن ليكود لا يفوت فرصة للاهتمام بمصلحته بدل مصلحة الشعب”.
وأضاف المسؤولون: “العمل غير الصحيح للحكومة، غياب التعيينات، وعدم تمرير الميزانية، سوف يؤدي إلى ضرر اقتصادي واجتماعي مستقبلي لا يمكن تصحيحه، المهلة تقترب من النهاية: إما نمرر الميزانية، أو مواطنو إسرائيل سيعانون من وضع اقتصادي صعب”.
وأفادت (معاريف) أنهم في (ليكود) غير مكترثين للتهديدات التي يطلقها (أزرق أبيض) ونقلت عن مسؤول كبير في الحزب قوله: “هذه تهديدات فارغة لا معنى لها”.
وكادت ان تؤدي ازمة المصادقة على الميزانية الاسرائيلية الى حل الكنيست وانتخابات رابعة في غضون عام ونصف في شهر اب الماضي ، بعد عدم المصادقة على الميزانية في موعدها في ذلك الشهر، الا ان تمديد المهلة للمصادقة عليها منع ذلك.
لماذا نعتقد أن نتنياهو لن يسمح بإجراء انتخابات مبكرة؟
شعبية نتنياهو بالحضيض بالرغم من أنه كان يعتقد أن اتفاقيات التطبيع التي وقعها مع عدة دول عربية ستساعده في الداخل وتزيد من فرص بقائه في السلطة، لكن الاسرائيليين لم ينبهروا باتفاقيات نتنياهو التطبيعية، واستمروا بمطالبتهم برحيل نتنياهو رغم كل شيء، وأظهر استطلاع للرأي في إسرائيل، الجمعة، استمرار تراجع شعبية حزب ” الليكود” بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصالح تحالف “يمينا” برئاسة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت.
أجرت استطلاع الرأي إذاعة “103 إف إم” العبرية، والتي توقعت حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية، حصول حزب “الليكود” على 28 مقعدا بدلا من 36 مقعدا يسيطر عليها حاليا في الكنيست (البرلمان) المؤلف من 120 مقعدا.
وبالمقابل أوضح استطلاع الرأي، أن تحالف “يمينا” اليميني المتشدد برئاسة نفتالي بينيت، قد يحصل على 20 مقعدا بدلًا من 6 مقاعد في الكنيست الحالي، فيما حل في المرتبة الثالثة حزب “هناك مستقبل” الوسطي المعارض برئاسة يائير لابيد، بحصوله على 14 مقعدا متراجعا 4 مقاعد عن تمثيله الحالي.
وتراجعت القائمة المشتركة (تحالف 4 أحزاب عربية) بمقعد واحد عن تمثيلها الحالي بحصولها على 14 مقعدا، كما تراجع حزب “أزرق أبيض” برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس من 15 مقعدا إلى 9 مقاعد.
ولم تحدد السلطات الإسرائيلية موعد الانتخابات، غير أن استمرار الخلافات بين “الليكود” وشريكه “أزرق أبيض”، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا قد تُعجّل بإجرائها في الأشهر المقبلة، وفق مراقبين.