شروط باسيل عطلت الحكومة… الحريري أمام خيارين لا ثالث لهما


كتب غسان ريفي في “سفير الشمال” فرض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل نفسه على عملية تأليف الحكومة التي حاول الرئيس المكلف سعد الحريري أن يحصرها فقط بينه وبين رئيس الجمهورية الذي حاول في اللقاءات الأربعة في قصر بعبدا إقناع الحريري بالتواصل مع باسيل لكن الأخير لم يستجب مكتفيا باللقاء الذي عقده معه ضمن الاستشارات النيابية غير الملزمة، وبالتشاور الرسمي الذي من المفترض أن يحصل بعد تشكيل الحكومة.

كل العراقيل التي يتم الحديث عنها تتلخص بحجم الحكومة، حيث ان الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ومن ورائه جبران باسيل وبين الحريري هو على عدد الوزراء من 18 كما يصر الحريري الى 20 كما يريد عون وباسيل.

ترى مصادر مقربة من الحريري ان خياره كفيل بتشكيل حكومة متوازنة لا غلبة فيها لأحد حيث يكون لحزب الله وحركة امل والمردة ستة وزراء، ولرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر والطاشناق والقومي ستة وزراء، وللحريري والرئيس نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط ستة وزراء، ما يعني ان الثلث المعطل الذي يسعى البعض اليه يحتاج الى تحالف فريقين للحصول عليه.

وتقول المصادر الزرقاء: إن رفض الحريري طرح عون وباسيل القاضي بتشكيل حكومة عشرينية يحول دون حصولهما على “الثلث المعطل” من خلال الوزير الدرزي الثاني الذي يصر رئيس الجمهورية على ان يكون من حصة النائب طلال ارسلان، الامر الذي يعيد تجربة “الوزير الملك” ويجعل مصير الحكومة في يد التيار الوطني الحر وطلال ارسلان وهو امر لا يمكن للحريري ان يقبل به مهما كلف الامر.

امام اصرار كل فريق على موقفه والاستفزاز السياسي الذي عاد باسيل الى ممارسته، تبدو عملية التأليف وصلت الى طريق مسدود، الامر الذي يضع الرئيس الحريري امام خيارين هما: الاعتذار او الاستمرار في محاولاته للوصول الى صيغة تؤدي الى ولادة الحكومة بأقل الخسائر الممكنة نظرا لخطورة الوضع الذي يخيم على لبنان الذي يحتاج الى حكومة تستطيع وقف الانهيار الحاصل.

تشير المعلومات الى ان بعض اصحاب “الرؤوس الحامية” في الدائرة المقربة من الحريري يحاولون اقناعه بالاعتذار وبقلب الطاولة في وجه العهد وليتحمل عون وباسيل ومن يقف خلفهما مسؤولية ما قد يحصل.

في حين يشدد آخرون ضمن هذه الدائرة على ضرورة الحفاظ على التكليف وعدم الاعتذار والاستمرار في مساعي تشكيل الحكومة، لافتين الانتباه الى ان عون بحاجة الى تشكيل حكومة لانقاذ ما تبقى من عهده ولارضاء الفرنسيين في الوقت نفسه، وهذا ما يصب في مصلحة الحريري، اما الاعتذار فهو اعتراف بالفشل وربح لجبران باسيل بالنقاط من شأنه ان ينعكس سلبا على الحضور السياسي للحريري الذي سيلزم بيت الوسط بينما ستتجه الانظار الى الاستشارات النيابية الملزمة التي سيدعو اليها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس جديد لتشكيل الحكومة.

وتقول المعلومات ان الحريري يتجه لعدم الاعتذار وهو سيأخذ وقته كاملا في المشاورات والمناورات، خصوصا ان كل المعطيات باتت تؤكد ان الحكومة رُحّلت الى ما بعد الانتخابات الاميركية الا اذا طرأ ما ليس في الحسبان خلال الساعات القليلة المقبلة.
المصدر: سفير الشمال

Exit mobile version