الحدث

ما وراء افتتاح الإمارات لقنصلية بالصحراء الغربية في المغرب.. هل يسعى ابن زايد لـ”جرجرة” محمد السادس إلى نادي المطبعين؟؟

في خطوة مفاجئة ومستغربة باتت الإمارات أول بلد عربي يفتتح تمثيلية ديبلوماسية له في مدينة العيون، في الصحراء الغربية بالمغرب، ما أثار الجدل والشكوك حول طبيعة هذا القرار الذي اتخذه محمد بن زايد ووقته وتزامنه مع اتفاقات التطبيع.

وسبق أن بذلت المغرب جهودا كبيراً لإقناع عدد من الدول بافتتاح سفارات في هذه المدينة، كنوع من الاعتراف الفعلي بسيادة المملكة على أراضي الصحراء.

وتُعتبر مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، المتنازع عليها والتي يسيطر عليها المغرب إدارياً منذ جلاء الاحتلال الاسباني، وتمثل عنواناً بارزاً للصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تعتبرها محتلة منذ بداية النزاع سنة 1975.

أعلنه ابن زايد

قرار افتتاح قنصلية عامة للإمارات في العيون أعلن عنه محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحاكم الفعلي للإمارات خلال اتصال هاتفي استثنائي أجراه مع الملك محمد السادس مساء الثلاثاء 27 أكتوبر وصفه القصر الملكي في الرباط  بـ”التاريخي” و “الهام” و الداعم لـ”الوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه”.

الكلمات الصادرة عن الديوان الملكي المغربي تكشف أهمية ورمزية الحدث بالنسبة إلى الرباط.

تأويلات وشكوك

هذا ويفتح إعلان الإمارات افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون الباب أمام كثير من التأويلات والتحليلات.

ويقرأها بعض المراقبين كنوع من المقايضة التي تمارسها أبو ظبي بغرض إقناع عدد من الدول العربية بالمضي قدماً في خطوة توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.

مساومة لأجل التطبيع

ويعتبر المغرب من الدول التي تردّد اسمها كثيراً خلال الأشهر الأخيرة كإحدى البلدان التي يحتمل أن ُتعلِن عن تطبيع العلاقات مع اسرائيل قريباً، خصوصاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن صرح أن خمس دول عربية ستنضم إلى القافلة قريباً.

ويظهر أن الرباط تواجه ضغوطاً أمريكية لإعلان علاقات مع اسرائيل كشرط لتحسين علاقاتها مع الإدارة الأمريكية وانتزاع موقف منها لصالحها في نزاع الصحراء، غير أن الديبلوماسية المغربية لا تزال تتجنب بذكاء هذه المناورات، منتظرةً ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة.

ولا يستبعد المدافعون عن طرح ارتباط فتح الإمارات لقنصلية في مدينة العيون بهذه الجهود الأمريكية الإسرائيلية لتسجيل أكبر عدد ممكن من الدول العربية في نادي المطبعين، أن تكون أبو ظبي الوسيط بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، خصوصاً أن الإمارات كانت جزءاً من المفاوضات بشأن السودان.

رأي آخر

لكن محللين آخرين يستبعدون هذه الفرضية، ويتوقعون أن ينحو المغرب منحى الحذرِ نفسه في الموقف السعودي من الهرولة إلى التّطبيع، ويرون أن الخطوة الأخيرة مرتبطة برغبة إماراتية في إعادة الدفء إلى العلاقات التاريخية مع المغرب بعد جمود استمر سنوات طويلة، وأن المغرب قادِرٌ على الحفاظ على توازنٍ بين مصالحه القومية واستقلالية قراره الخارجي.

ويشار إلى أن العلاقة المغربية الإماراتية غلب عليها التذبذب في السنوات الأخيرة بسبب خلافات حول ملفات إقليمية على رأسها الأزمة الخليجية والنزاع في ليبيا.

وهذا فضلا عن اتهامات مغربية بتدخّل إماراتي في الشؤون الداخلية للرباط بسبب قيادة الإسلاميين للحكومة المغربية، وهذا ما أسفر عن تبادل استدعاء السفراء بين البلدين أكثر من مرة.

المصدر: متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى