شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان “الحكومة الانقاذية هي الأهم أكانت حكومة تكنوقراط أو غيرها فهذا تفصيل، بمعنى ان لبنان بحاجة إلى اصلاحات لمواجهة مشاكل اقتصادية ومالية. نحن بحاجة إلى حكومة استثنائية انقاذية”.
وأوضح الراعي في مقابلة مع تلفزيون “الجديد”: “كنت أنتقد حكومة الوحدة الوطنية، لأن الوحدة الوطنية هي بالقلوب وبالولاء للبنان وليس بخدمة حزبنا وجماعتنا. الخطيئة الاصلية هي عندما بدأت الكتل النيابية بتشكيل الوزارة وبات مجلس الوزراء مصغراً عن مجلس النواب”، مشدداً على ان “الوزير ليس ماريونات يتم تحريكها من الخارج، البلد لا يمشي إذا أراد كل فريق ان يسمي وزراءه، الحكومة يجب ان تكون مستقلة وهذا ما اتفقوا عليه مع الرئيس ايمانويل ماكرون لكنهم سرعان ما اختلفوا على تقسيم الوزارات”. واضاف: “لدينا الدستور ويجب ان نسير وفق ما ينص عليه وبالتالي يجب ان يجري رئيس الجمهورية الاستشارات، وبنتيجة تلك الاستشارات يسمى رئيس الحكومة ولا يعنيني من يكون، ومشكلتنا انهم بدأوا يدخلون اعرافاً من دون تعديل الدستور”.
وقال: “لا يُحسد من سيتم اختياره لرئاسة الحكومة لاننا امام زلزال ويجب ان يكون هناك تضافر قوى من كل الاحزاب”، معتبراً أن “الطريقة التي يتعاطى بها رجال السياسة لا تبين اي مسؤولية حيال ما يحصل في لبنان من دمار وخراب، والشعب اللبناني متروك لوحده ومن سيتولى رئاسة الحكومة عليه ان “يشمر عن زنوده” ويتحمل ويصبر”. كما لفت إلى أن “العلاقة بين بكركي وبعبدا ممتازة، وليس صحيحاً ان الرئيس ليس لديه صلاحيات بل لديه اقوى صلاحية وهي حماية الدستور”.
وأكد الراعي أن “الحياد هو من يعطي الحياة للبنان وما يعنيني هو قيام لبنان دولة لكل اللبنانيين. وبحسب الدستور فان قرار الحرب والسلم تقرره الحكومة بثلثي الاصوات”، مشيراً إلى أن “رئيسي الجمهورية والحكومة مع الحياد”، كما ذكّر أن الرئيس نبيه بري “بعث برسالة لنا مع المطران مطر أكد فيها انه مع الحياد”، لكن عاد وغرّد المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل: “الكلام الذي نُقل عن بري على لسان المطران بولس مطر غير صحيح على الإطلاق”.
وكشف انه نقل رسالة إلى “حزب الله” عبر السفير الإيراني، يدعوه فيها إلى الحضور إلى بكركي للحوار حول الحياد، “ونتغدا سوياً وأحباب”، لكنه لم يحصل على جواب من “حزب الله”، وأضاف: “الحزب قاطعني منذ زيارتي الى الاراضي المقدسة”، مشيراً إلى أن اللجنة المشكلة سابقاً بين بكركي و”حزب الله” لا تزال مستمرة في التواصل.
وسأل الراعي “حزب الله”: “هل علينا ان نبقى في حالة حرب دائمة؟ الا تريدون الاستقرار في لبنان؟”، مضيفاً: “انا لم اذكر حزب الله في مذكرة الحياد ولم استهدفه”، وتابع: “على لبنان ان يحيد نفسه من الصراعات الاقليمية والدولية ولبنان ليس ارض حرب، وعليه ان يخرج نفسه من الاحلاف وعندما تعتدي علينا “اسرائيل” الدولة اللبنانية مجبورة ان تدافع عن شعبها ولذلك يجب خلق دولة”.
ورأى أن “التطبيع مع اسرائيل لن يحصل على ايامنا، ولا اعتقد ان مفاوضات ترسيم الحدود ستصل الى التطبيع واليوم ليس وقت التطبيع ولبنان بحاجة الى الترسيم ليستطيع الاستفادة من النفط”.
كما اشار إلى أن لبنان “اليوم ليس دولة بل مجموعة دويلات ولا تحييد تجاه اسرائيل التي هي عدو للبنان”.
وعن دعوته الى حوار بين الاحزاب المسيحية، قال الراعي: “كنا نفكر ما هي استراتيجيتنا للخروج من المأزق الذي نحن فيه ويهمني ان نفكر كيف سنواجه مشاكلنا في لبنان”.