ديانا غسطين-سفير الشمال
تنطلق غدا الاربعاء المفاوضات لترسيم الحدود الجنوبية البحرية والبرية في مقر اليونيفيل. هذه الخطوة التي ابصرت النور بعد عشر سنوات، سبقها اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انجاز “اتفاق اطار لترسيم الحدود”. الى ذلك، هي مفاوضات غير مباشرة يمثل لبنان فيها وفد من قيادة الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين وعضوية كل من العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي. في وقت يحاول العدو الاسرائيلي تفخيخ هذه المفاوضات عبر تضمين وفده مسؤولين سياسيين.
فكيف تقرأ الكتل النيابية البدء بمفاوضات ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي في هذا الوقت تحديداً لا سيما ان دول المنطقة تناست القضية الفلسطينية وبدأت التطبيع مع العدو؟
علي بزي
في السياق يلفت عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي الى ان هذه المفاوضات هي غير مباشرة من اجل تثبيت ترسيم الحدود البرية والبحرية اللبنانية انطلاقا من اتفاق الاطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري”.
ويضيف: “لا تطبيع ولا محادثات مباشرة، والثقة معقودة على الجيش اللبناني بتكريس الحقوق السيادية وضرورة احتضان ودعم كل المكونات اللبنانية له”.
ألان عون
بدوره، يرى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ألان عون ان “التكتل يرحب بالبدء بعملية التفاوض لترسيم الحدود ولا سيّما البحرية، أولاً لأن لبنان يحتاج الى تثبيت حقوقه وحدوده بشكل نهائي من جهة، ولأن الوصول الى إتفاق حول ترسيم الحدود البحرية سيسمح بإستئناف عمليات التنقيب عن النفط في بقعة واعدة من جهة أخرى، في وقت نحن بأمسّ الحاجة الى بريق أمل يفتح الآفاق على ايرادات كبيرة متوّقعة للبلد وتسمح بإعادة تدفّق العملات الصعبة الى لبنان وتعالج العجز التجاري وعجز المدفوعات وإن بعد حين، ولكنها تغيّر كل المؤشرات الإقتصادية والتصنيفات والاستعدادات لمساعدة لبنان فيما لو تأكدت”.
نقولا نحاس
من جهته، يشير عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب نقولا نحاس الى “اننا تأخرنا للبدء بهذه المفاوضات الا انها خطوة ايجابية، ستساهم في وضع لبنان على خارطة الدول التي لديها نفط، كما انها ستساعد في دفع العجلة الاقتصادية”.
طوني فرنجية
وفي السياق عينه، يؤكد عضو “التكتل الوطني” النائب طوني فرنجيه، انه “بالنسبة لنا موضوع المفاوضات ايجابي ونحن نفصل بينه وبين التطبيع”.
بلال عبدالله
بدوره، يشير عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله، الى ان “ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي موضوع تقني مرتبط بحفاظنا على ثروتنا النفطية والغازية، وهو نتاج جهد استمر 10 سنوات من المفاوضات افضى الى وضع اطار قانون، ولكن الموضوع لم يحل فمسار التفاوض سيكون طويلاً ومضنياً مع العدو الاسرائيلي ولكن يجب ان يبقى في اطاره بعيدا عن أي تفسيرات سياسية. فمواجهتنا مع اسرائيل مستمرة فهي عدو مغتصب وطالما ان هناك اراض عالقة مع هذه الدولة جزء منها لبناني والاخر فلسطيني سنبقى في حالة مواجهة معها”.
وإذ يأسف عبدالله “لتهاوي الانظمة العربية باتجاه التطبيع مع هذه الدولة المغتصبة لا سيما بعد ان كنا قد عشنا اتفاقيتي كامب دايفيد والعقبة”، يؤكد ان “اولويتنا هي حل القضية الفلسطينية وانشاء الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين، عودة الشتات الفلسطيني الى ارضه على ان لا يبقى أي لاجئ في أي دولة وان يحصل على حقوقه الطبيعية وسيادته على ارضه”.
ويختم: “نحن ابعد ما يكون عن التطبيع مع هذه الدولة”.
بيار بو عاصي
وفي هذا السياق، يرى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، ان “التكتل وحزب القوات اللبنانية مع ترسيم الحدود وهذا شيء بديهي ان كان مع لبنان او سوريا ومع ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة لانها مرتبطة بالمصلحة الوطنية العليا وبالسيادة اللبنانية”. ويطرح “مجموعة تساؤلات حول: كيف وصلت المفاوضات الى هنا؟، ولماذا منذ سنوات لم نوافق على التفاوض واليوم نوافق فما الذي تغير؟، ما هي المعطيات التي صارت لصالح لبنان اليوم ولم يكن متوافق عليها من قبل”.
ويضيف: “فيما يخص اتفاق الاطار فبأي اطار دستوري وقانوني تم التفاوض عليه؟ بالمبدأ هذا الامر وفقا للمادة 52 من الدستور مناط برئيس الجمهورية وعلى ما يبدو التفاوض حصل من قبل الرئيس نبيه بري وهو رئيس مجلس النواب وبالدستور والقانون موقعه لا يخوله التفاوض بهذا الموضوع”، مشيرا الى انه “باعتقادنا منذ 8 سنوات لبنان كان موقعه افضل للتفاوض ولكن السؤال الفعلي اليوم هو عن موقع لبنان اليوم للتفاوض في موضوع بهذه الحساسية. نحن مع تحصيل حق لبنان من خلال التفاوض في هذا الامر ولكن اليوم ليس لدينا حكومة ونتعرض لعقوبات واقليميا هناك دول عربية توقع اتفاقيات سلام مع اسرائيل وعلى المستوى الدولي الادارة الاميركية التي ستواكب هذه المفاوضات لديها انتخابات، وكل هذه العناصر لا نمتلك اجوبة عنها وتجعل موقع لبنان في التفاوض لبنان ليس من افضل المواقع اليوم، وهو ما يجب ان يكون واضحا للكتل السياسية والشعب”.
ويفرّق بو عاصي بين ترسيم الحدود البحرية وترسيم الحدود البرية، داعيا القوى السياسية الى أن تعلم على ماذا تفاوض، وماذا تقبل وما لا تقبل وان يكون الشعب اللبناني في جو هذه المفاوضات، لان الحدود ليست ملكا لاي طرف سياسي، إنما هي ملك كل لبنان وكذلك المنطقة الاقتصادية والثروات التي يمكن ان تكون في بحر لبنان وهي ملك للاجيال القادمة”.
سامي فتفت
بدوره يشير عضو كتلة “المستقبل”النائب سامي فتفت الى انه “من المنظار الاقتصادي نحن مع ترسيم الحدود البحرية، اذ هناك ثروة نفطية او غازية موجودة وحقنا ان نستخرجها لانها ضمن حدودنا ومن حقنا ترسيم هذه الحدود ووضع حد للعدو الاسرائيلي من اجل ان لا يتعدى على ثروتنا”.
ويقول: “اما حدودنا البرية التي بالنسبة لنا هي مرسمة منذ عصبة الامم في العام 1924 واعيد التأكيد عليها في العام 1949 عندما صار هدنة بين لبنان والعدو. وبشكل واضح نقول بالنسبة للتطبيع مع العدو فنحن من آخر الدول اذا لم نكن آخرها في القيام بهذه الخطوة فللبنان خصوصية معينة ولدينا ما يقارب 300 ألف لاجئ فلسطيني داخل اراضينا والتطبيع يعني الاعتراف بوجود اسرائيل ويصبح لدينا اشكالية مع هؤلاء اللاجئين وبالتالي يخسر هؤلاء حق العودة”.
اذاً بين التأييد والتساؤلات، يترقب اللبنانيون ما ستؤول اليه مفاوضات الترسيم علّهم يُنصفون باستعادة ما سلب من ارضهم وثرواتهم الطبيعية.