الحدث

بين سطور جنبلاط …

بكل الأحوال وكيف ما دار بمواقفه والتفافه وكيف ما وجه إرسال انتانانه ، يبقى وليد جنبلاط بإطلالاته عامل جذب للمتابعة بشكل ممتع ولو تعارض كلامه مع المتابع سياسيا ..
قال الكثير في الكثير وهرب من موقف الى موقف ومن رأي الى لا رأي وخلط بطريقته السلسة تشعبات تاريخية وربط منها شيء بالحاضر ونزع جزء اخر بين الحاضر والتاريخ بمقاربته للعروبة وفلسطين والحركة الوطنية وقربه من المشروع الامريكي والخليجي ضد مشروع ايران بالمنطقة الذي يواجه وحيدا اسرائيل العدو التاريخي للعروبة وفلسطين والحركة الوطنية
بين سطور حديث جنبلاط وتنهيداته تبرز مواقفه الحقيقية المغلفة بالمقدمات والحسرة والشعور بالتهميش والعزلة والضعف والانحناء امام لعبة الأمم ..
ومن أعالي هذه اللعبة قارب جنبلاط سلاح الحزب ابعد من مقاربة الحريري واعطاه شرعية ليست مطلوبة منه اليوم وابقى الطريق مفتوح مع الحزب عبر الرئيس بري وحتى بالمباشر ولم يضع اَي موقف يمكن ان يعرقل مسار الطريق والتواصل ، اما بالمعادلة الداخلية تقاطع مع الحريري على ابعاد جعجع من الإطار السياسي بعد ان وصفه بشكل غير مباشر بانه يعيش بكوكب اخر وغمز من مغبة انزلاقه بحماقة عسكرية داخلية وبانه يعيش حلم مجاف للواقع لا يمكن لاحد مشاركته به ..
وعلى غير عادته وبدون لف ودوران طلب زعيم المختارة ان يدخل بالمعادلة الحكومية بشكل مباشر وسياسي بعدد الوزراء والحقائب وحتى الاسماء لينضم الى الثنائي الشيعي والتيار العوني بالمطالبة بالمشاركة السياسية المباشرة وان باسماء وشخصيات اختصاصيين وبذلك تصبح مهمة الحريري بحكومة غير سياسية هو من يسمي وزراءها بحكم المنتهية قبل ان تلد
تعمد ايضا جنبلاط تجاهل ١٧ تشرين وصوب على مجمل المجتمع المدني متهما جمعياته بالفساد رافضا بشكل مطلق ان يقال عنه مشاركا بحراك ١٧ تشرين وبدا من خلال ذلك انه يخشى كل ما له صلة بمجتمع مدني وجمعيات غير حكومية ان تخرق جمهوريته الاشتراكية خصوصا في مرحلة تعبيد عملية انتقال وراثة الزعامة لنجله تيمور الذي بدت عليه بعد ١٧ تشرين إشارات تناغم مع شعارات ١٧ تشرين على حساب شعارات كمال جنبلاط وإشارات وإرشادات وليد جنبلاط الذي يقلقه جدا عدم تقدم تيمور باي خطوة مرسومة له على طريق الزعامة وربما تعتبر إشارة البيك عن إمكانية مساعدة أصلان وداليا لتيمور اما تحذير للأخير بنقل التوريث السياسي لاحد اشقائه او يفكر جديا بفعل ذلك بشكل تدريجي …
عباس المعلم – كاتب سياسي-وكالة نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى