هل تؤجل المواقف السياسية إستشارات الخميس؟!…

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: يبدأ الرئيس سعد الحريري اليوم مشاورات سياسية قبل ثلاثة أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة، يمكن القول إن نتائجها السلبية معروفة سلفا، من خلال المواقف التي أطلقتها الأطراف السياسية بعد إعلان “زعيم المستقبل” ترشيحه لرئاسة الحكومة يوم الخميس الفائت في إطلالة تلفزيونية.

تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن الحريري يحاول من خلال طرحه، إرضاء الفرنسيين الذين يحمّلونه مسؤولية إفشال المبادرة الأولى، حيث أخذ على عاتقه إعادة إحيائها من خلال مبادرة سياسية خاصة به، يجمع كثيرون أن بنودها تختلف عن بنود الورقة التي تم التوافق عليها مع الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر.

حتى الآن ما يزال الغموض يخيم على مبادرة الحريري، ما يطرح سلسلة تساؤلات حولها لجهة: هل يعتمد زعيم المستقبل على متغيرات إقليمية أو دولية؟، هل لديه ضوء أخضر أميركي أو سعودي للعودة الى رئاسة الحكومة؟، أم أنه قدم مبادرة فردية محلية قد تكون إمكانية فشلها أكثر من حظوظ نجاحها؟، وهل يستطيع سعد أن يقنع التيارات السياسية بمبادرة من بنات أفكاره؟، أم أنه سوف يضيّع مزيدا من الوقت فيبيع اللبنانيين الوهم بدل أن يقود بلدهم نحو الانقاذ؟، أم أن الجميع ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية ويلعب في الوقت الضائع؟.

من الواضح أن القوى السياسية لم تتعاط مع المبادرة الحريرية بإيجابية، بل على العكس فإن بعضها يتجه الى وضع العصي في دواليب قطارها، فحلفاء الأمس إنقلبوا على الحريري، فالقوات اللبنانية ترفض تسميته، والحزب التقدمي الاشتراكي يرى أن لا شيء تغير لكي يعود الى رئاسة الحكومة، وفي ذلك إنعكاس للموقف السعودي والأميركي الذي يبدو أنه ما يزال يضع فيتو على الحريري، والتيار الوطني الحر على موقفه السلبي وربما سيسعى الى ترجمة المقولة السابقة لرئيسه جبران باسيل بأن “طريق العودة على الحريري ستكون شاقة وصعبة”، وكذلك الثنائي الشيعي الذي يبدو أنه متمسك بموقفه في تسمية وزرائه ما سيدفعه الى الانطلاق مع الحريري من حيث ما إنتهى مع الدكتور مصطفى أديب.

كل ذلك يشير حتى الآن، الى أن الحريري يقود مبادرة محكوم عليها بالفشل، كونها لا تحاكي مواقف القوى السياسية ولا ترضي تطلعاتها، خصوصا أن زعيم تيار المستقبل يريد أن يأتي على رأس حكومة تكنوقراط من 14 وزيرا إختصاصيا تحت مظلة المبادرة الفرنسية، ويريد من كل الأطراف تسهيل مهمته تحت عنوان الانقاذ، وهو أمر من المفترض أنه بعيد المنال، في ظل التعقيدات والتشعبات والشروط السياسية التي تفرض نفسها على الواقع اللبناني.

يمكن القول، إن إستمرار المواقف السياسية على حالها يعني أن يوم الخميس لن يكون هناك إستشارات ولا تكليف، وأن التأجيل سيفرض نفسه الى حين الوصول الى قواسم مشتركة ترضي الجميع، خصوصا أن مصادر الثنائي الشيعي تؤكد التوجه نحو تسمية الحريري، والاصرار في الوقت نفسه على تشكيل حكومة تكنوسياسية.. فهل يدفع كلام بهاء الحريري للزميل جورج صليبي في برنامج “وهلق شو” على “قناة الجديد” الى تليين موقف الثنائي تجاه سعد الحريري والدفع باتجاه تسهيل مهمته، أم يجد الحريري نفسه مضطرا للعودة الى مبادرة الرئيس نجيب ميقاتي الذي رشحه ليكون رئيس حكومة عشرينية تكنوسياسية؟!.

سفير الشمال

 

Exit mobile version