كاتب إسرائيلي: ما زلنا نعاني من انتفاضة الأقصى

الاحتلال أعاد اجتياح مناطق الضفة وقتل المئات واعتقل الآلاف لإنهاء الانتفاضة- أرشيفية
غزة- عربي21- عدنان أبو عامر

قال كاتب إسرائيلي إن “الانتفاضة الفلسطينية الثانية” التي اندلعت قبل 20 عامًا، “دارت حولنا مثل رقصة الموت التي تقشعر لها الأبدان، وشكلت أحداثها مخاوف الإسرائيليين، وغرائزهم السياسية الوجودية، وما زالت تؤثر عليهم إلى حد كبير حتى الآن”.

وأضاف نداف شرغاي في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته “عربي21” أنه “في ذروة تلك الحرب المنسية خلال الانتفاضة، عاش الإسرائيليون حربا من أجل كل شيء، بفعل مشاهد الرعب القاسية، ومئات الجنازات، التي اعتدنا عليها، حيث انقلبت حياتنا رأسًا على عقب؛ الهجمات التي أصبحت مسألة شخصية تقريبًا، ولمست كل واحد من الإسرائيليين”.

وأشار إلى أنه “في سنوات الانتفاضة الثانية التي اندلعت قبل عشرين عاما ضربتنا الهجمات الفلسطينية، بلا رحمة، في الليل وأثناء النهار، وقعنا جميعًا حينها ضمن المجموعة المعرضة للخطر، وعرفنا أنه يتعين علينا الابتعاد عن الأماكن والتجمعات المزدحمة؛ لأن تلك الهجمات تبحث عنهم هناك، واستولى الرعب على ضحاياه في أماكن مزدحمة، ثم التهمتنا كالنار في الهشيم من المطاعم، وطوابير الانتظار، والمقاهي، والحافلات”.

 

وأوضح أن “هذه الأماكن تحولت إلى وجهة محببة بشكل خاص للجيل الفلسطيني الاستشهادي، سكنا في وسط القدس في تلك الأيام، وفي أحد أيام الأحد أثار انفجار ضخم في شارع بن يهودا للمشاة الذعر، وسمع الإسرائيليون ضجيج الكارثة، وعواء صفارات الإنذار، وزئير الحشد الهائج، وهكذا دارت حولنا انتفاضة الأقصى طيلة خمس سنوات”.

وقال إن “العمليات الفلسطينية تميزت في سنوات الانتفاضة بسمات غريبة، وباتت الانتفاضة للمرة الأولى بشكل مستمر ومنهجي خطرا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومستهدفة بشكل أساسي، بينما الجنود على الحدود أكثر حماية وأقل إصابة، وأصبح الضرر الذي يلحق بالجبهة الداخلية أمرًا روتينيًا لسنوات عديدة”.

وأشار إلى أن “الانتفاضة علمتنا دروسا مفادها أنه لا بديل عن وجودنا الأمني والاستخباراتي في المنطقة، وتحطمت اتفاقيات أوسلو وسط ضوضاء عالية أمام مرايا الدم والنار، بجانب الهياكل العظمية للحافلات المتفجرة، والجثامين المغلفة بالنايلون الموضوعة بجانبها، وانهار المفهوم الساذج وراء الاتفاقات، ومعها انهار أيضاً السياج والجدران الخرسانية التي تمتد حتى يومنا هذا على طول الطريق، وعلى طول مسار الخط الأخضر”.

وأوضح أن “الجدار الفاصل حمانا إلى حد ما من الهجمات المسلحة، لكن الفلسطينيين استطاعوا تجاوزه في بعض الأحيان، ورغم أن هذا الجدار رفع مستويات العداء والاغتراب بين اليهود والعرب، لا يزال الفلسطينيون يزرعون روايات الشهادة والعودة، فيما ما زالت الروح الجماعية الإسرائيلية مجروحة حتى يومنا هذا من أحداث الانتفاضة الثانية”.

Exit mobile version