نشر موقع The Washington Post إفادات لباحثين من منظمة الحقوق المدنية “رابطة مكافحة التشهير ADL”، بأن الإعلان عن إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا زاد من حدة الهجمات المتجددة على الأمريكيين من أصول آسيوية والعداء تجاه الصين على مواقع التواصل الاجتماعي.
المنظمة حللت ما يزيد عن 2.7 مليون تغريدة في الأيام الثلاثة التي أعقبت إعلان ترامب إصابته وزوجته ميلانيا ترامب بفيروس كورونا على تويتر، وتوصلت إلى أن اللهجة العدائية تجاه الآسيويين تصاعدت مقارنة باليوم السابق. وفي الساعات الـ12 التي تلت إعلان ترامب، لاحظت رابطة مكافحة التشهير تصاعد هذه اللهجة الحادة بنسبة 85%. ووجد الباحثون أن هذا الإعلان أثار آلاف النقاشات على الإنترنت التي تتهم الصين بتعمُّد إصابة الرئيس.
على سبيل المثال، قالت ديانا لورين، المرشحة السابقة للكونغرس المؤيدة لترامب، في تغريدة نشرتها، وحذفتها لاحقاً، لمتابعيها الذين يبلغ عددهم 394 ألف شخص: “لا بد أن تدفع الصين ثمن إصابتها ترامب بكوفيد”، وأقسمت بالقول إن الصين “ستنال جزاءها”.
أيضاً، مستخدم آخر على تويتر يتابعه 114 ألفاً، اتهم شخص الرئيس الصيني شي جين بينغ بمحاولة اغتيال ترامب.
كما توصل باحثون إلى أن الخطاب المعادي للصين الذي لجأت إليه إدارة ترامب وأنصارها منذ بدء الجائحة، جعل الأمريكيين من أصول آسيوية عُرضة للهجمات العنصرية.
تقرير الصحيفة يقول إن الخوف والكراهية وانتشار المعلومات المضللة على الإنترنت أدت إلى اعتداءات لفظية ومقاطعة الشركات الآسيوية وأحياناً العنف. وأفاد تحالف من مجموعات أمريكية آسيوية، إلى جانب جامعة سان فرانسيسكو الحكومية، هذا الصيف، بوقوع 2.120 حادثة كراهية مع الأمريكيين من أصول آسيوية منذ مارس/آذار.
يُذكر أن الرئيس ترامب كان في طليعة من روَّج لخطاب يحمّل الصين ابمسؤولية عن الفيروس. وفي المناظرة الرئاسية الأولى في 29 سبتمبر/أيلول، قال ترامب إن أزمة كوفيد-19 “خطأ الصين”، وأشار إلى الفيروس بأنه “الطاعون الصيني”.
النائبة جودي تشو (الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا)، رئيسة كتلة الكونغرس الأمريكي لآسيا والمحيط الهادئ بالكونغرس، قالت في بيان: “من فضيحة بيرثر (التشكيك في صلاحية شهادة ميلاد باراك أوباما، أول رئيس أسود لأمريكا) والأكاذيب التي أطلقها بحق المهاجرين، إلى محاولته تحميل الصين مسؤولية فشله في احتواء فيروس كورونا، بنى دونالد ترامب رئاسته على نظريات المؤامرة والعنصرية والترويج لهما باستمرار”.
يُشار إلى أن رابطة مكافحة التشهير أجرت بحثها عن طريق جمع التغريدات التي تحوي الكلمات المفتاحية “ترامب” و”ميلانيا” و”السيدة الأولى”، وربطتها بعبارات مثل “فيروس الصين” و”الطاعون” و”كونغ فلو” و”ووهان”. وضمّنت في بحثها أيضاً إشارات إلى حسابات realdonald trump@ وpotus@ (وهي اختصار لـ”رئيس الولايات المتحدة”) وflotus@ (وهي اختصار لـ”السيدة الأمريكية الأولى”). واستعانت منظمة الحقوق المدنية بهذه المعايير لجمع نقاشات مرتبطة بإصابة ترامب على وجه التحديد.
ثم قارنوا حجم الإشارات “mentions” في الأيام الثلاثة التي أعقبت تغريدة ترامب في 2 أكتوبر/تشرين الأول، التي أعلن فيها إصابته، بالبيانات الأساسية التي جُمعت قبل إعلان الإصابة، بخمس ساعات.
الباحثون برابطة مناهضة التشهير لم يتناولوا جميع التغريدات الـ2.7 مليون بالفحص والتدقيق، وإنما حللوا النتائج من العديد من مستخدمي تويتر الذين تتابع حساباتهم أعدادٌ كبيرة، لدراسة ردود الفعل المرتبطة بالكلمات المفتاحية.