لبنان الى أين ؟


د. شريف نورالدين

 

لبنان في قلب العاصفة ومع دخول فصل الشتاء، وتوقعات ارتفاع الإصابات في كورونا، ووقف الدعم المركزي ونضب العملة الخضراء من السوق المحلي، وتغطية العجز على المواد الأولية وغيرها…والتهافت على الدولار، ستشتد العاصفة (تورنادو أو تسونامي العصر) يقتلع معه ما تبقى من أخضر ويابس، في حين أن العائلات في مختلف مناطق لبنان غير جاهزة وقادرة على مواجهة الكارثة المقبلة وعلى كافة الاصعدة(صحي،تربوي،امني،اجتماعي،مالي،اقتصادي، غذائي ونفطي…)، كما سيتضور فيه الكثيرون جوعاً وسيكافحون الشعور بالبرد القارس الآتي، مما يجعل أكثر من نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وهي نسبة آخذة بالارتفاع وبشكل سريع وملحوظ.

كما أنّ لبنان دخل مرحلة خطر الفقر، ومع رفع الدعم وهي مسألة وقت، ومع فقدان قدرة “المصرف المركزي” على تمويل الدواء والمحروقات والقمح، ومع بلوغ احتياطي العملات الأجنبية في مرحلة حرجة، سيصبح معظم الشعب اللبناني تحت خط الفقر، وهذا ما ستشهده الأيام.

ومع الانهيار المالي والكسااد الاقتصادي المذري، وتفشي فيروس كورونا الخارج عن السيطرة، وازمة انفجار المرفأ وتداعياته الاجتماعية على أهل المنطقة المتضررة، مما سيؤدي إلى أزمات أكبر وأسوأ جديدة تلوح بالأفق اللبناني قريبا جدا.

مع ما ذكر عن الواقع المستجد، المتوقع أنّ تتضاعف أسعار الغذاء والدواء وفاتورة الكهرباء والإنترنت والمحروقات ٤ أو ٥ مرات، إذا ما رُفع الدعم.

كما أنّ هذه الخطوة ستؤدي إلى تهافت الناس على الدولار، وبالتالي انخفاض قيمة الليرة أكثر مقابل العملات الاجنبية، والتي سيرتفع سعرها. ومع حصول تضخم مفرط، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، والفئة الفقيرة ستكون الاكثر سلبا وتأثراً، من حيث غلاء الاسعار…

كما لم يعد مصرف لبنان قادراً على تأمين الاعتمادات بالدولار لشراء المحروقات للسوق المحلية. فاحتياطي البنك المركزي المخصّص للشراء لا يتعدّى الـ ٣٠٠ مليون دولار، وهو لا يكاد يكفي لتغطية الأشهر الثلاثة المقبلة كحدّ أقصى وفقاً لوتيرة الاستيراد.

ومن المتوقع مع رفع الدعم ١٠٠ % ، سيبلغ سعر صفيحةالبنزين ٧٠ ألف ليرة، والمازوت ٥٠ ألف ليرة وقارورة الغاز ٥٠ الف ليرة مع قابلية ارتفاع أكثر فأكثر حسب سعر صرف الدولار والطلب عليه وارتفاعه…

في هذا السياق، أوضحت صحيفة الاندبدنت البريطانية، نقلا عن موقع النشرة بتاريخ ٦ أكتوبر ٢٠٢٠م أنّ احتياطي “المركزي” ينضب بسرعة خطيرة، مذكرةً بتصريح الحاكم رياض سلامة بأنّ الدعم سيتوقف عند بلوغ الاحتياطي الإلزامي 17.5 مليار دولار. وكتبت ترو تقول: “إذا واصل لبنان ما يقوم به بالوتيرة نفسها، عندها قد يصل إلى هذه المرحلة قبل انتهاء السنة”.

مع ما يجري سيؤدي حتما” إلى اسعار كارثية (كالبنادول بـ22 ألف ليرة والخبز بـ10 الاف ليرة).

هذا هو الواقع المرير التي ستباع السلع على أساسه إذا توقف دعم الدولار.

كما لفت الخبير في العملات الصعبة عمر تامو إلى أنّ كلفة فاتورة الكهرباء- وفقاً لحساباته- سترتفع لتصبح 425 ألف ليرة (نحو 280 دولاراً وفقاً لسعر الصرف الرسمي) بالنسبة إلى أصحاب الدخل المتدني، أي أكثر من نصف راتب الحد الأدنى للأجور. وأوضح تامو أنّ المسألة نفسها تنطبق على فواتير الإنترنت والاتصالات تقريباً، مشيراً إلى أنّ سعر ربطة الخبز سيزيد عن 7 دولارات، في حين ستُباع علبة البنادول بـ13 دولاراً تقريباً. وقال تامو إنّ رفع الدعم سيطال الدجاج واللحم والزيت المستورد، إلى جانب المعدات والخدمات الطبية، فسيعادل ثمن صورة بالرنين المغناطيسي “MRI” 3 أضعاف راتب الحد الأدنى للأجور.

وبحسب تامو فإنّ هذه الحسابات أُعدّت استناداً إلى سعر صرف يعادل 8500 ليرة للدولار، متوقعاً أن يسجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً مع ارتفاع الطلب عليه. وبناء عليه، رجح تامو أن يرتفع سعر الدولار إلى 17500 ليرة، قائلاً: “الخلاصة هي أنّ العائلات ستكون عاجزة عن الاستمرار في فصل الشتاء. فسيكون الطقس بارداً وسيحتاجون إلى المازوت والكهرباء، إلاّ أنّ الأسعار سترتفع 4 أو 5 أضعاف، وهذا إذا استطاعوا إيجاد مازوت أو كانت الكهرباء مؤمنة”.

وأضاف “تحتاج مؤسسة كهرباء لبنان إلى مليار دولار لاستيراد الفيول. من أين سيأتون بالمال؟”، خالصاً إلى القول: “في كل يوم يمضي نخسر المزيد من احتياطي العملات الصعبة؛ وهذه خسائر يصعب استراداها. نحتاج إلى إصلاحات الآن وليس غداً، بل الآن. ماذا ينتظرون؟”.

خلاصة:
في ظل ما ينتظر لبنان، بعد دخوله جهنم والتربع على لهيبها، القادم هو الأسوأ في تاريخ لبنان وشعبه، على صعيد (الجوع والفقر والصحة والعلم وغيره) …

أما من يراهن على ملف ترسيم الحدود واستخراج حق لبنان من نفط، هو سراب في وجه المفاوض الآخر ، بعد انتظاره ١٠ سنوات في إدراج الأمم المتحدة ورد الطرف الأخر والموافقة على الجلوس للحسم.

“انتظر يا كديش ليطلع الحشيش”…

أما مع وصول لبنان الى حل، وحصوله على النفط.

يبقى السؤال؟
هل يستفيد لبنان وشعبه من أموال الثروة النفطية ويغطي الديون في ظل الطبقة الحاكمة(سلف وخلف)…

“من جرب المجرب كان عقله مخرب”

ولا زال أصحاب العروش يتربعون عليها بين قيل وقال دون جدوى وحل وخلاص…

كما لا زال شعب لبنان في سبات عميق وصمت رهيب بانتظار الغيب في زمن عصيب، يحذوه الألم واليأس، ولا خيار أمامه سوى الموت البطيء الذليل أو الهجرة والتغريب…

باختصار كل اللسان وعجزت الكلمات عن الكلام، فما نفع الحديث في زمن الأوثان…

أما لبنان الى أسفل الدرك مع سلطة الكفر والشرك…

Exit mobile version