محمد صادق الحسيني
بصراحة واختصار لان اذربايجان مع الشيطان…!
هذا هو جواب الذين يتسائلون ، لماذا لا تقف ايران الى جانب آذربايجان ،بما ان آذربايجان دولة مسلمة وشيعية ولديها اراض محتلة لدى ارمينيا ( غير قره باغ التي هي اقليم حكم ذاتي مستقل ، فهناك اراض سيطرت عليها ارمينيا خلال حرب ١٩٩٤، منها بلدة جبرائيل التي زعمت اذربايجان انها استرجعتها اخيرا ) فلماذا اذن ايران لا تقف معها وتساندها..!؟
سؤال مهم نحاول الاجابة عنه هنا بكل موضوعية ومسؤولية واليكم البراهين :
١- ان ايران تقف بقوة مثلها مثل كثير من الدول الى جانب هذا الحق للشعب الاذربايجاني ، والذي ضمّنه لها ايضا قرار اممي اعترفت به معظم دول العالم.
٢- ان جمهورية آذربايجان الحالية تعتبر واحدة من الدول الغارقة في الفساد والمتحالفة تحالفاً عميقاً مع الكيان الصهيوني قلباً وقالباً منذ اعلانها دولة مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق ، ويتحكم في قرارها نحو ٤٠ مليونير يهودي من الاقلية القليلة جدا الاذربايجانية لكنها التي تحيط بالرئيس الحالي الهام علييف وهي التي توفر له حالياً الجسر الجوي الصهيوني من مسيّرات وتسليح متعدد الاهداف بالاضافة الى تدريب مرتزقة اجانب وارسالهم الى باكو..!
٣- ان جمهورية آذربايجان الحالية تلعب دورا قذراً وخطيراً جداً تجاه الجمهورية الاسلامية حيث تحتضن ومعها تركيا مجموعات من الانفصاليين الاذربايجانيين الايرانيين ( من القسم الاصلي لاذربايجان الذي لا يزال في حضن الدولة الام بعد انفصال جمهورية اذربايجان الحالية مع ارمينيا وجورجيا التي كانت اراض ايرانية تم سلخها عن الوطن الام في نهاية الحرب الثانية بين روسيا القيصرية وايران القاجارية عام ١٨٢٨م )
وهم الذين تحضّرهم الان حكومتا انقرة وباكو ليلعبوا دوراً تخريبيا على الحدود الايرانية ، بهدف تمزيق وتجزئة ايران واشعال حرب قوميات فيها ، في حال نجحتا في توسييع نطاق حرب القوقاز الحالية واستدراج ايران اليها ..!
٤- ان آذربايجان دولة قرارها ليس بيدها ، والحرب الحالية التي يتم تسعيرها تحت غطاء حق قره باغ في الحكم الذاتي ضمن نطاق جمهورية آذربايجان كما تنص المقررات الدولية واسترجاع اراض محتلة لها ، انما تم شنها بامر عمليات امريكي ودعم جزء من الاطلسي وبرأس حربة اردوغانية خبيثة هدفها التحشيد ضد روسيا وايران والصين ، ومحاولة استنساخ سيناريو سوري من خلال عمليات نقل وتثبيت عصابات ارهابية تكفيرية من جنسيات ذات اصول سوفياتية وصينية وقوقازية في كل جمهوريات القوقاز وفي مقدمها اذربايجان، بهدف السيطرة على منابع النفط والغاز والطرق الاستراتيجية التي تعيق عمليات الدفاع لثلاثي القوة الصاعد المناهض للاحادية والهيمنة الامريكية اي روسيا والصين وايران في اي مواجهة مرتقبة .
وهي عملية هيئت لها تركيا بنقل مستشاريها الى باكو قبل اندلاع النزاع الحالي تحت عنوان مناورات مشتركة وابقتهم هناك بالاضافة الى القيام بعمليات نقل واسعة لمجموعات ارهابية من سورية بتمويل قطري.
٥- ان حكومة باكو تلعب دور المطية والأداة الطيعة بيد اردوغان الذي سيستخدمها في اي مقايضات مستقبلية دولية بين القوى المتصارعة في البحرين الاسود والخزر وكذلك شرق المتوسط حيث تحاول انقرة اخذ موقع لها مستجد هناك ،في ظل تحشيدات الناتو والامريكي اللذان يقاتلان قتالا تراجعياً بعد هزائمهما المتكررة امام اسوار وبوابات عواصم محور المقاومة تاركين المجال لادواتهم الصغار ليملأوا الفراغ …!
٦- ان سياسة الجمهورية الاسلامية الخارجية لا تقوم مطلقا على قواعد طائفية او مذهبية في كافة الملفات الدولية والاقليمية ، وانما على قواعد العدالة والقانون الدولي ونصرة المستضعفين اينما كانوا ومقاومة الظلم والهيمنة والتسلط من اي طرف جاءوا …
اخيراً لابد من القول بان الطغمة الحاكمة حالياً في اذربايجان هي من بقايا الحزب الشيوعي السوفياتي السابق والتي باتت الان منقسمة على نفسها بين الرئيس الهام علييف المشهور بالفساد والذي ربط مصالحه الشخصية بانقرة واستلحاقاً بالغرب من بوابة تل ابيب ، فيما زوجته مهربان التي تشغل موقع نائب الرئيس في الجمهورية والتي تترأس جمعية الصداقة الاذربايجانية الروسية وهي التي قلدها الرئيس بوتين أعلى وسام للصداقة في موسكو قبل اشهر ، تتمايز عنه بعض الشئ في ميلها نحو موسكو ، وهي التي اطاحت بوزير خارجية بلادها ورئيس هيئة الاركان قبل مدة بعد اتهامهما بتغليب مصالح الخارج على مصالح الداخل ما اعتبر زعزعة للامن القومي الاذربايجاني..!
اما حكاية دعم ايران لجمهورية ارمينيا المسيحية بالمقابل فهي حكاية منقوصة التداول…
فايران لا تصطف مع ارمينيا ضد اذربايحان في الصراع حول قره باغ ، وانما تحترم وتقدر دور جمهورية ارمينيا باعتبارها دولة مستقلة تمارس سياسة متوازنة في القوقاز و لا تساهم مطلقاً في زعزعة استقرار المنطقة ، تماما كما هو دور المواطنين الارمن الايرانيين الشرفاء الذين كانوا ولا يزالون يلعبون دورا ايجابياً في الدفاع عن سلامة واستقرار واستقلال ووحدة اراضي بلدهم ووطنهم ايران ، رغم حمايتهم وحبهم وعشقهم لوطنهم الام أرمينيا.
قال تعالى:
لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود…
ولتجدن اقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصاري….وانهم لا يستكبرون…
المعيار اذن هو الموقف من مقولة الاستكبار والمستكبرين…!
سئل الامام علي عليه السلام كيف تعرف اهل الحق في زمن الفتن، فقال اتبعوا سهام العدو ، فانها ترشدكم الى اهل الحق…
بعدنا طببين قولوا الله