افتراض ما يبدو مستحيلا


ماذا لو كان كل ما يجري من تطبيع بين الانظمة العربية المأجورة مع الكيان الغاصب في فلسطين, ومحاولات ماكرون تدوير الزوايا لولادة حكومة من لون معين, ومحاولات اللقيطة اسرائيل ترسيم الحدود البحرية مع لبنان, ماذا لو كانت كلها انشطة مترابطة تتعدد فيها الشخصيات والهدف فيها واحد.
لنتأمل السيناريو التالي والذي تدعو اليه بعض الاصوات هنا وهناك ومؤخرا على القنوات السورية واللبنانية وبشكل علني وهو:
لا مانع من التطبيع مع اسرائيل ! ان اعادت الحقوق المغتصبة, بمعنى ان قام الكيان بإعادة مرتفعات جبل الشيخ والجولان السوري وبقية المناطق الى سوريا واعاد مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وباقي النقاط الى لبنان فما الذي سيبقى للمقاومة لتعمل عليه وما السيناريوهات الافتراضية التي تلي ذلك ان حدث؟ .
يبدو ان كل الانشطة الحالية تهدف الى :
1- نزع شرعية سلاح حزب الله وفصله عن الدولة اللبنانية وربما تفكيكيه بالكامل على خلفية سحب البساط من تحت قدميه, وهو ذريعته ان اراضيه محتلة وهو حركة مقاومة تهدف لاسترجاع الاراضي و الحقوق المغتصبة من اللقيطة اسرائيل كون الدولة اللبنانية لا تقوم بذلك.
2- سحب شرعية الدولة اللبنانية عن سلاح ووجود حزب الله, بتشكيل حكومة يكون هدفها الاول هو هذا الامر.
3- محاصرة الحزب دوليا بعد ان تقوم الحكومة اللبنانية المفترض تشكيلها بمساعي ماكرون بالطلب من مجلس الامن الدولي التدخل تحت البند السابع لتفكيك وسحب سلاح حزب الله كون ذريعة وجوده قد انتفت اصلا.
4- محاصرة قلعتي الممانعة سوريا وايران ومعهما حزب الله دوليا ودفعهما لتغيير الإيديولوجية الدينية والعروبية في التعاطي مع الكيان الناشئ على بقايا دولة فلسطين المحتلة.
سيكون هذا الحل مكلفا للقيطة اسرائيل الا ان حجم المكاسب سيكون اكبر من حجم الخسائر, واحتمالات عودة المواجهة مجددا قائمة ولكنها ستكون اقل خطرا على الكيان بعد انخراط دول الممانعة ودخولها نادي المصالحة والتطبيع مع الكيان ان اعاد الحقوق.
سيكون وجه العالم غير الوجه الذي نعرفه الان حيث سيسهل تفكيك ما تبقى من قطاع غزة والضفة الغربية وبالتالي حدوث هجرة كبيرة لفلسطينيي الداخل وتجنيسهم في دول المأوى أو المناطق البديلة كمنطقة الاغوار الاردنية التي كان يجري اعدادها لضمها لدولة الكيان الغاصب الناشئة وجعلها دويلة مصغرة لفلسطينيي الداخل.
الاشكال الحالي ان هذا المخطط له ارضية داعمة واسعة النطاق بين صفوف قادة الاعراب الخونة والجبناء, وان الاقتصاد العالمي يذهب نحو مزيد من التصحر والتقشف لزيادة الضغوط على دول بعينها ومنها دول الممانعة, إن التعويل على صحوة شعبية عربية وربيع عربي حقيقي غير واقعي حاليا كون الامة ممزقة بشكل مخيف بين انياب النزاعات والحروب المفتعلة من جهة, وبين سندان الازمة الاقتصادية العالمية من جهة اخرى.
لا شك ان الامور مرشحة للانفجار في اكثر من ملف وعلى اكثر من جغرافيا, لكن الواضح ان جميع المسارات تعمل وفق اجندة ومخطط المدراء الكبار الذين يسيطرون على الاقتصاد والسياسة وقرارات الحرب والسلم العالمية.
يبقى هناك مفترج يعيش بين ثنايا الدين والتصورات الالهية للحل لمشاكل العالم لكل ديانة وفق تصورها وايديولوجيتها, وتعد هذه النظريات او المفترجات نوع من انواع المسكن الضروري في هذه المرحلة من حياة البشر يفوق قوة الفاليوم بألاف المرات كون اّلام البشرية في هذا العصر كبيرة جدا وتحتاج مسكنا على مستوى وحجم الالم.
موسى الموسوي

Exit mobile version