هذا هو الرئيس الذي يريده اللبنانيون


اندريه قصاص-لبنان24

بعد إثبات فشل تجربة حسان دياب، أي رئيس حكومة “اللون الواحد”، بما تعنيه باللغة الوطنية الجامعة حكومة القرارات غير المستندة إلى الديمقراطية التوافقية، تبين لجميع المعنيين أن أي شخصية تشبه بخلفيتها حسان دياب لن يُكتب لها النجاح، أيُّا تكن المبررات والظروف.

عندما تمت تسمية الدكتور مصطفى أديب لتولي مسؤولية تشكيل حكومة إختصاصيين غير حزبيين وألا يكون الوزراء فيها من المقربين من الأحزاب، كافة الأحزاب، قامت قيامة الثنائي الشيعي ولم تقعد، وتمسك كل من “حزب الله” وحركة “أمل” بوزارة المالية وبأن يسميا الوزراء الشيعة كسببين مباشرين ومعلنين، الأمر الذي دفع بالرئيس المكلف إلى الإعتذار مكرهًا، وقد خبر خلال الشهر ونيف أن الطبقة السياسية ترفض ما قد يكون مختلفًا عنها، في المنطق والأسلوب، وفضّل أن يعود إلى مركز عمله الدبلوماسي كسفير للبنان ناجح في برلين، حيث ينتظره عمل كثير، وحيث تنتظره جالية أحبته كثيرًا.

فالرجل الذي تحتاج إليه البلاد في هذه الظروف الصعبة والخطيرة في تاريخيها الحديث والقديم، على رغم خطورة الحرب الأهلية وما خلفته من مآسٍ وكوارث، يجب أن يكون رؤيويًا، بحيث يستطيع من خلال خبرته الطويلة في السياسة وعالم الإقتصاد أن يقترح الحلول الممكنة، والتي تتماشى مع المبادرة الفرنسية وما فيها من بنود إصلاحية متقدمة من شأنها أن تضع لبنان على سكة التعافي الإقتصادي والمالي، وتُستعاد ثقة المجتمع الدولي به، وبالأخص صندوق النقد الدولي، الذي سيمدّ هذا البلد الغارق حتى أذنيه بكمّ هائل من الأزمات والتعقيدات، التي لا عدّ ولا حصر لها، بما يحتاج إليه من مساعدات عاجلة، وذلك قبل أن ينهار الهيكل على من فيه.

يحتاج البلد إلى رجل على علاقة جيدة بجميع مكونات البلد، من دون أن يعني ذلك بالضرورة تخليه عن المبادىء التي يؤمن بها، والتي مارسها طوال تمرسّه بالعمل الوطني والشأن العام، مع إنفتاح واضح الأهداف على كل المقترحات الإيجابية، التي من شأنها أن تسرّع الحلول، التي يجب ألا تتأخر كثيرًا، بعد كل هذا الوقت الضائع مع الإصرار والتأكيد على تضييع الفرصة المتاحة، والتي لا يمكن أن تتكرر مرتين.

ما يحتاج إليه الوطن شخصية تجمع ولا تطرح أو تقسّم أو تفرّق، شخصية صاحبة مبادرات وطنية لا شائبة فيها، وصاحب رؤية وطنية مستشرفة، تقدم ولا تتراجع أمام الصعوبات ولا تخضع للمساومات، شخصية لا تهزمها التحديات، ولها خبرة طويلة في تدوير الزوايا و”بردخة” النتوءات.

فكفى تضييعًا للوقت. كفى مراهنات على مستجدات ومتغيرات دولية وإقليمية. كفى لبنان مغامرات، وهو الواقف على حافة المهوار. فما يمكن تحقيقه اليوم قد يكون من المستحيل تحقيقه غدًا.

لا ينقذ لبنان سوى التضامن على سبل الخير، وإعطاء القوس لباريها، والثقة بقبطان سفينة عجزت أمواج البحر على إضعافه.

 

Exit mobile version