*النهج السيادي لدى الثنائي الوطني بين حماية الوطن وممارسةالسلطة*

*الدكتور نادر عجمي*- وكالة نيوز

إن الدولة وفق المفهوم القانوني تتكون من ثلاثة عناصر #اقليم #شعب #سلطة.الثنائي الشيعي موجود في هذه الاركان الثلاثة، فهو مكون اساسي واصيل من الشعب اللبناني وموجود على مساحة الوطن، وفي السلطة بثُلاثيتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.

#للاقليم براً وبحراً وجواً حرص الثنائي منذ عشرات السنوات أن يكون الحارس الامين لإقليم الوطن وجرس انذار مبكر لكل ما يهدده وجيشاً بتاراً حمى ودافع وحرر الارض من العدو مقدماً خيرة شباب الوطن ثمناً وقرباناً عظيماً للحرية والسيادة.

#للشعب قدم الثنائي للوطن والأمة نموذجاً رائداً في العمل المقاوم فما زال الشعلة الاساسية للعمل الممانع لمقاومة ورفض التطبيع مع العدو وهذا امر لا يمكن تبسيطه في ظل الانبطاح العربي #خطاب_وسلوك . وللبنان قدم الثنائي من خلال العمل الحزبي والتنظيمي الالاف المؤسسات الاجتماعية والصحية والتنموية والثقاقية والتربوية التي احدثت انماءاً مشهوداً في بعض مساحات الوطن وأمنت الالاف فرص العمل لتعزز الصمود والبقاء ، وانتج جيلاً كبيراً من الشباب الوطني المتعلم والعامل والمتقدم في القيم الوطنية والاخلاقية وفي تحصيل لقمة العيش داخل وخارج الوطن.

#في_السلطة وهنا مربض الكلام فالشيعة يعانون من ثلاثة مشاكل فيها: التأخر ، الدور ، الممارسة. اعتقد انه لا يختلف احد بأن دخول الشيعة الى السلطة في لبنان جاء متأخراً عن غيرهم من الطوائف فالتأخر في الدخول والولوج الى السلطة العميقة ابقاهم مقيدين بالمشكلتين الاخيرتين :

١. انتزاع الدور والصلاحية.
٢.ممارسة السلطة بين المبادىء والواقع.

١. بخصوص مشكلة انتزاع #الدور_والصلاحية:ما زال الشيعة يحاربون لانتزاع دورهم وحقهم في السلطة فبعد اتفاق الطائف تنازل الشيعة عن جزء من دورهم لسببين:
#الطلب_السوري الواضح بإعطاء جزء من صلاحياتهم ودورهم “وزارة المالية” لرئيس الحكومة رفيق الحريري من اجل إعمار لبنان، فالرجل يريد بناء البلد وإعماره ويجب تسهيل دوره واطلاق يده وهذا ما قدمته حركة امل.
السبب الثاني #تحرير_الجنوب يتطلب تضامن وطني وبيئة داخلية داعمة من السلطة والجيش وبالتالي يجب التغاضي ما امكن عن افعال السلطة في امور المال والخزينة وهذا ما فعله الحزب.

وبقي الثنائي مقيد في اخذ دوره الكامل الملائم مع حضوره في السلطة التشريعية والتنفيذية رغم ما حصل من #خناقات كثيرة بين الترويكا من اجل تكريس الدور والصلاحية في الحصص والتعيينات، معتمداً على قوته الشعبية الممثلة بالبرلمان وقوته العسكرية المتمثلة بالمقاومة، وفي كثير من المحطات وُضعت ورقة المقاومة على مقصلة المقاصة الداخلية مما كان يدفع دائماً بالحزب الى التنازل والتماهي لتحقيق ادنى مقومات تعزيز الدور الشيعي في ممارسة السلطة ومحارباً في كل بيانات الحكومات المتعاقبة من اجل #نص فقرة لحماية مقاومته.

٢.بخصوص مشكلة #ممارسةالسلطة: يظن البعض أن الشيعة “طول عمرهم معارضة ” وان ” لا خبرة لهم بالسلطة ” ، “وانهم شاطرين بالسلاح والقتال” ، وهذا غير دقيق وناتج عن حقد او سذاجة، إن اكثر واهم من نظر في الفكر السياسي للدولة هم الشيعة ولديهم الدراية الكافية في النظام والادارة لكن واجهتهم مشكلة #المبدأوالفتوى فلدى الشيعي دائماً اسس في التفكير والسلوك بين التقديم والترجيع فيما هو اساسي وثانوي وفيما هو نافع وضار ، خاصة انه في وطن متعدد وله شركاء وحلفاء، ولديه اولويات تتراوح بين حفظ الوجود ووحدة الصف وخدمة الناس في ظل نظام طائفي تحاصصي وهذه كلها تتعارض مع عجلة ممارسة السلطة بشكلها الامثل.

فما وقع به الشيعة من اشكاليات في ممارسة السلطة ليس حكراً عليهم وليس علامة مسجلة لهم بل وقعت به كل الطوائف واحزابها نتيجة تركيبة النظام الطائفي الذي لطالما نادى إمام #الشيعة_والوطن السيد موسى الصدر للتخلص منه ولطالما دعا قادة الثنائي للخروج الى دولة ونظام جديد.

#قواعدوإطار: بعد التطورات التي شهدها لبنان في الاشهر الاخيرة بخصوص مهام قوات اليونيفيل ومحاولة العدو للاعتداء المتكرر فقد ثبت الثنائي الشيعي السيادة الوطنية من خلال تثبيت قواعد الاشتباك مع العدو ، وثبت العزة والكرامة الوطنية من خلال خطاب #الوزنالنوعي للسيد حسن ، وثبت حقوقه من خلال اقرار #اتفاف_الاطار مع الرئيس نبيه بري.

#الحزب_والسلطة اليوم، لقد اضاف السيد بنداً جديداً لأسباب دخول الحزب في الحكومات المستقبلية وقال: ” لا نستطيع أن نغيب عن الحكومة بسبب الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصادياً ومالياً ، لا يمكن أن نقبل بتشكيل حكومة لا نعرف إذا كانت ستوقع على كل شروط صندوق النقد الدولي أو أن تبيع أملاك الدولة تحت حجة سد الدين والعجز، لم نعد قادرين على السماح لأي كان بأن يشكل الحكومة نظراً لدقة وحساسية الوضع الاقتصادي، ألا يحق لنا الخوف من حكومة قد تبيع أملاك الدولة تحت الضغط المالي وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز، ولن نترك المطالبة بأموال المودعين” ، إنه كلام كافٍ ووافٍ عن عنوان دور الحزب السياسي في السلطة اللبنانية وملخصه كلمتين: #مراقبة الاعمال الحكومية #والشراكة في صنع القرار.

#الدورالتصاعدي: يبدو ان الشيعة عموماً وفي لبنان خصوصاً وبعد ما انجزوه من انتصارات في مقارعة المشروع التكفيري في المنطقة تواقون ومتحفزون لدور سياسي افضل لهم في المنطقة ولبنان وقد ظهر ذلك من خلال #الصوتالشيعي الذي ارتفع هذه المرة في اكثر من ساحة منها : طحنة تسمية الوزراء الشيعة ، مقارعة الدسائس الملغومة في المبادرة الفرنسية، مفاوضات تحديد قواعد اتفاق اطار التفاوض مع العدو وغيرها.

#زمنالاقوياء: يبدو ان الايام القادمة لم تعد تسمح بأن يقتصر الدور الشيعي في السلطة على تثبيت القواعد والاطر والمبادىء فقط فغالباً حمل الثنائي الشيعي هذا الهم وحققه بنجاح لكن اليوم لم يعد بالامكان الاستمرار في تأدية هذا الدور فقط #طائفياًووطنياً. ولم يعد مسموحاً التنازل عن واجب وطني في السلطة والادارة كرمى اي كان. بل يجب ان يكون الدور على مستوى الانجازات التي تحققت، فمن تكلم بهذه الثقة مع الرئيس الفرنسي ، ومن تكلم بهذه الصلابة مع الرئيس الامريكي لا بد انه استند الى قوة وشعب وانتصارات، فمن!! خرج بحرب خارج حدوده وعاد منتصراً كمن بقي في بيته وباعه !؟ ومن !! لديه وطنية ودولة الامام موسى الصدر كمن يبحث عن طلب هجرة !؟. فعلينا مسرعين العمل بقوله:
” احفظوا وطنكم قبل ان تجدوه في مزابل التاريخ”.

Exit mobile version