علي ضاحي-الديار
بكركي ومواقف سيدها البطريرك بشارة الراعي الى مزيد من التصعيد ضد السلطة والاكثرية وتطال بالدرجة الاولى حزب الله وتحالفه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وتوحي المواقف التي يطلقها اسبوعياً الراعي انه مصمم على المضي قدماً في «جبهة الحياد» التي يقودها من دون ان يكون لها إطار محدد ، او شكل محدد، او رافعة سياسية واضحة وبالتالي خارطة طريق لتحقيق الاهداف التي اعلنها في وثيقة الحياد في 7 آب الماضي.
وتنطلق اوساط نيابية مسيحية بارزة في 8 آذار لتؤكد لـ «الديار» ان لا يمكن للمسيحيين ولا سيما الموارنة ان يكونوا على خصام مع بكركي ورئاسة الجمهورية.
وعلى العكس وحتى لو كانوا حلفاء لحزب الله وسوريا وايران لا يمكنهم التخلي عن الثوابت المسيحية، وهم ليسوا في هذا الوارد، وايضاً ليس «الثنائي الشيعي» او 8 آذار في صدد مطالبة حلفائهم المسيحيين بالدخول في «لعبة المثالثة» التي يرفضها ومضارها عليه اكثر من فوائدها بكثير، اي ان يسيطر حزب الله على البلد ويصادر النظام السياسي وهذه الاتهامات وان سيقت من كل الاتجاهات من خصوم حزب الله، الا ان الوقائع اظهرت عكس هذه الادعاءات وخصوصاً خلال مفاوضات تشكيل حكومة مصطفى اديب، اذ تبين ان هناك فريق يريد الاحادية في القرار وان يفرض المناصفة مع المسيحيين، وان يكون الشيعة خارج السلطة وعبارة عن «ديكور وطني» لا رأي لهم ولا حول لهم ولا قوة.
وفي حين تؤكد الاوساط ان بكركي تبقى المرجعية الدينية الوازنة والمقدرة للمسيحيين الا انها لا ترى ان الراعي في صدد الخوض بمعركة سياسية او تشكيل جبهة سياسية وحزبية مسيحية معارضة للعهد وللضغط عليه لفك التحالف مع حزب الله والذهاب نحو مزيد من محاصرته.
في المقابل، ترى مصادر مسيحية اخرى ان لقاء النواب السبعة المستقيلين: بولا يعقوبيان، ميشال معوض، نعمة افرام، هنري حلو، سامي الجميل، نديم الجميل والياس حنكش، بالراعي امس والكلمات التي القيت تؤكد الرغبة في تأسيس حالة معارضة مسيحية ايضاً بالاضافة الى الجبهة الاخرى التي يشكلها كل من «القوات» و«الكتائب» بشكل مستقل عن بعضهما البعض ورغم التقائهما على العداء للعهد والحكومة وحزب الله وسلاحه، وقد اجمعوا خلال كلماتهم على ضرورة اجراء انتخابات مبكرة، وان الحياد هو خلاص لبنان.
وتشير المصادر الى ان الحركة للجماعية للنواب ستتوسع وستكون اشمل لتشمل قيادات روحية وشعبية ومن قادة الحراك وهدفها تجميع الطاقات لبلورة سقف محدد رغم ان هؤلاء النواب المستقيلين يعرفون ان الظروف معقدة وان اي تحرك في توقيته الحالي سيفهم على اكثر من وجه وربما في وجهة مغايرة.
في المقابل يؤكد النائب العميد شامل روكز لـ «الديار» انه ليس على اتصال حالي بالنواب المستقيلين، ولا يرى ان الظروف تسمح بإطلاق اي تكتل نيابي او سياسي معارض حالياً، وهذا يشمل ايضاً الحركة الاعتراضية التي كان يخوضها من داخل المجلس لتشكيل تكتل «النواب المستقلين»، والذي كان يتمنى روكز ان يكونون من نواته لانه يشكل جبهة اكبر عددياً وتزداد من فعاليتها وحضورها وكثافة نشاطها.
ويعتقد روكز ان في هذه الظروف المعقدة سياسياً بلا حكومة وانهيار اقتصادي وجوع وفقر المفضل التركيز على الانطلاق من فكر سياسي جديد يلغي كل هذا النظام والطبقة السياسية ويطلق دينامية جديدة ومختلفة عن الحالية وللخروج من الدوامة الخطيرة والمستمرة منذ عام.